للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمة المحمدية القرآن الكريم:

"لكتاب الله حق، فاقرأن ... كل ما تبغيه، منه فاطلبن"

وقال:

"وحدة الشرع حياة الأمة ... فمن القرآن روح الملة

نحن طين وهو قلب لا جرم ... هو "حبل الله" من شاء اعتصم

فانتظم في سلكه كالدرر ... أو غبارا في الرياح انتثر" (١)

- يرى إقبال أن النبوة ضرب من الوعي الصوفي يستعمل فيه النبي ما حصّله في مقام الشهود في سبيل توجيه قوى الحياة توجيهًا جديدًا. ورغبة النبي في أن يرى رياضته الدينية تتحول إلى قوى عالمية حية رغبة تعلو على كل شيء. واختبارها ليس إلا اختبار هذه القوى الحية التي أوجدها النبي في إطار إنشائي بالميزان التاريخي فعندما يتغلغل النبي فيما يواجهه من أمور مستعصية وينفذ إلى أعماقها تتجلى له حينئذ نفسه، فيعرفها ويزيح القناع عنها فتراها أعين التاريخ. ولهذا كان من بين ما يحكم به على قيمة دعوة النبي ورسالته، البحث في نوع البطولة الإنسانية التي ابتدعها، والفحص عن العالم الثقافي الذي انبعث عن روح دعوته.

ثم يوضح إقبال طبيعة الوحي باعتباره الصلة القائمة بين الله والنبي، ويرى أنه ظاهرة عامة من ظواهر الوجود. فالظواهر البيولوجية والفسيولوجية في عالمي الحيوان والنبات إنما تستمدّ اتجاهها من الإلهام الذي يوجه الحياة كلها


(١) ترجمة "الأسرار والرموز" للدكتور عبد الوهاب عزام، و"محمد إقبال مفكرًا إسلاميًّا"
لمحمد الكتاني (ص ٧١ - ٧٣). و"تجديد الفكر الديني في الإسلام" لإقبال (ص ١٤٢ - ١٤٤)، و"محمد إقبال وموقفه من الحضارة الغربية" لخليل الرحمن عبد الرحمن (ص ١٨٢ - ١٨٩).