"لأنه علمنا من كثيرين ممن يترددون على المؤلف أن الكتاب ليس له منه إلا وضع اسمه عليه فقط، فهو منسوب إليه فقط ليجعله واضعوه من غير المسلمين ضحية هذا العار وألبسوه ثوب الخزي إلى يوم القيامة.
وقد علق علي عبد الرازق على هذا المعنى بأن هذا الكتاب كان شؤمًا عليه، وقد ألصق به كثيرًا من المتاعب والشبهات، والحقيقة أنه بعد أن طرده الأزهريون من هيئة العلماء ظل منفيًا ومهجورًا وعاش بقية حياته منقطعًا عن الحياة العامة بالرغم من أن محاولات جرت لإسقاط الحكم وضمه إلى مجمع اللغة العربية وجعله وزيرًا، فقد كان الكتاب أشد شؤمًا على حياته من كل ما ألم به.
ومن هذا الخيط الرفيع الذي ألقاه الشيخ محمد بخيت بدأت محاولة الدكتور ضياء الدين الريس فاستطاع أن يصل إلى الحقيقة وهي أن كاتب الكتاب هو المستشرق مرجليوث اليهودي الأصل، وهو أول من شن الهجوم على الخلافة لأن بلاده "بريطانيا" كانت في حرب مع دولة الخلافة، وقد أعلن الخليفة العثماني الجهاد الديني ضدها، والنصوص في الكتاب قاطعة بأنه كان موجهًا ضد الخلافة العثمانية فإنه يذكر بالاسم "السلطان محمد الخامس" الخليفة في ذلك الوقت الذي كان يسكن في "قصر يلدز" وهناك نص على "جماعة الأتحاد والترقي، وهي التي كانت تحكم تركيا: أي دولة الخلافة طوال أعوام الحرب العالمية الأولى.
ويقول الدكتور الريس: إن الاتحاديين تلاميذ الماسونيين وقد تربوا في محافلهم واعتنقوا شعارهم ومفاهيمهم وقاموا بدور مسموم وهو فتح باب فلسطين أمام اليهود المهاجرين، وكان السلطان عبد الحميد قد رفض عروضهم، وكانوا هم (أي الاتحاديين) أداة الصهيونية العالمية في إسقاط هذا السلطان المناضل.