وأشار جاويش إلى الفارق الواضح بين اتجاه الجريدة وحزب الأمة وبين اتجاه الحزب الوطني في موقف خطير، عندما هوجمت طرابلس الغرب فنهضت مصر كلها لتدافع عنها وتقدم لها الأموال والرجال والأسلحة لمقاومة الاحتلال الإيطالي الباطش، الذي كان يدمر السواحل الليبية جارة مصر، هنالك تصدى لطفي السيد للأمر فسخر من المصريين لموقفهم من طرابلس وقال:
ما لنا نحن وهذا الأمر، إن ما يحدث هناك لا يهم مصر ولا دخل لنا فيه ودعا إلى سياسة المنافع لا العواطف، ودعا الحكومة إلى محاكمة من يحملون لواء الدعوة إلى مساعدة طرابلس.
وقال جاويش: "لقد خسر الذين فتنتهم وساوس صدورهم، وأعمتهم عن الحق سخافات مكتشفاتهم، يحاولون أن يصرفوا الأمة المصرية الإسلامية عن تخفيف ويلات إخوانهم الذين أغارت عليهم دولة الخيانة والغدر، إخوانهم في الإنسانية.
إن مساعدة المصريين للدولة العثمانية مساعدة حربية أمر لا يصح معه اتهامهم بالتعصب.
أي مدير الجريدة، أي عدو نفسه، هل نقمت منا أن ندعو المسلمين لنجدة المسلمين، وأن نستنفر الموحدين لإغاثة الموحدين، فماذا كنت تريد، أن الأمر لم يزد على أعمال الإعانة، أعمدنا إلى السيوف فسللناها والى البنادق فصوبناها وإلى الرماح فشددناها؟!.
أي عدو بلاده، رأيت مصر العزيزة مشرفة على موسمها المالي، ثم رأيت بنظارتك كيف تجلب إليها الأموال من كل جانب فعز عليك أن تحسد ذا نعمة، وشق على نفسك أن يستفيد غيرك من أصحاب المزارع، ثم تعلم (ومثلك من تعلمه الفلسفة).
مكانك مكانك أيها الجبان فما لك بميادين تميتك صورتها وتصعقك