الْبَيْهَقِيّ - قَالَ: حَدثنِي عبد الله بن سهل أَخُو بني حَارِثَة، عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: «خرج مرحب الْيَهُودِيّ من حصن خَيْبَر قد جمع سلاحه، وَهُوَ يرتجز، وَيَقُول:
قد علمت خَيْبَر أَنِّي مرحب
شاكي السِّلَاح بَطل مجرب
أطعن أَحْيَانًا وحينًا أضْرب
إِذا الكثوب أَقبلت تحرَّب
إِن حِمَاي للحما لَا لَا يقرب
وَهُوَ يَقُول: من يبارز. فَأَجَابَهُ كَعْب بن مَالك. فَقَالَ:
قد علمت خَيْبَر أَنِّي كَعْب
مفرج الغمى جريء صلب
إِذا نشبت الْحَرْب ثمَّ الْحَرْب
معي حسام كالعقيق عضب
نطؤكم حَتَّى يذلَّ الصعب
نعطي الْجَزَاء أَو نفي النهب
بكف مَاض لَيْسَ فِيهِ (عيب)
فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم -: من [لهَذَا] ؟ فَقَالَ مُحَمَّد بن [مسلمة] : أَنا [لَهُ] يَا رَسُول الله، أَنا واللهِ الموتور الثائر؛ قتلوا أخي بالْأَمْس. قَالَ: قُم إِلَيْهِ، اللَّهُمَّ أعنه عَلَيْهِ. قَالَ: فَلَمَّا دنا أَحدهمَا من صَاحبه دخلت بَينهمَا شَجَرَة عمرية من شجر العُشر، فَجعل أَحدهمَا يلوذ بهَا من صَاحبه، كلما لَاذَ بهَا مِنْهُ اقتطع صَاحبه بِسَيْفِهِ مَا دونه مِنْهَا، حَتَّى برز كل وَاحِد مِنْهُمَا لصَاحبه وَصَارَت بَينهمَا كَالرّجلِ الْقَائِم مَا فِيهَا فنن، ثمَّ