الفائدة الرابعة: أن محمدًا رسول الله مبيِّن لقوله: {يُبَيِّنُ لَكُمْ} عليه الصلاة والسلام سراجٌ منير، مبين للخلق كما قال الله تعالى:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}[النحل: ٤٤]، والتبيين الذي ذكره الله هنا يشمل تبيين اللفظ وتبيين المعنى، كما قال الله تعالى:{يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}[المائدة: ٦٧].
الفائدة الخامسة: أن أهل الكتاب أهل كتمان للعلم، لقوله:{كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ}.
الفائدة السادسة: أن من كتم العلم من هذه الأمة ففيه شبه باليهود والنصارى؛ لأن هذا هو دأبهم، فمن كتم فقد شابههم في أقبح خصلة -والعياذ بالله- وهي كتمان ما جاءهم من العلم.
الفائدة السابعة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سكت عن أشياء من معايب أهل الكتاب لم يبيِّنْها لهم.
فإذا قال قائل: لماذا لم يبيِّن ويفضحهم؟
قلنا: فضيحتهم فيما بُيِّن كافية، وأما السكوت عما لم يبين؛ لأن المصلحة تقتضي ذلك، وقد يكون في هذا نوع من التأليف، أي: من تأليف قلوبهم.
الفائدة الثامنة: أن ما جاء به محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كله نور، ثور يشع، إن تأملت أخباره استنرت بها، وأحكامه كذلك، فهو نور يستنير به الإنسان في طريقه إلى الله عزّ وجل، وفي طريقه إلى معاملة عباد الله.
هو أيضًا نور في القلب، فكل من تمسك بشريعة محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - ازداد نورًا في قلبه وفراسة واستنباطًا للأحكام الشرعية وغير ذلك.