وهذا يأتي به النحويون شاهد على أن الفعل المضارع يبنى على الفتح ولو حذفت نون التوكيد، وأصل:"لا تهين" لا تهينن، فقوله:(تركع) يعني تخضع، يومًا والدهر قد رفعه، يعني: لا تنظر للحاضر، انظر للمستقبل، أنت الآن غني وهذا فقير، ربما يكون في يوم من الأيام غني وأنت فقير.
إذًا جملة {وَهُمْ رَاكِعُونَ} جملة مستأنفة وليست جملة حالية، والمراد بالركوع هنا الخضوع للشريعة والذل لها.
[من فوائد الآية الكريمة]
الفائدة الأولى: فضل المؤمنين، الفضل الذي لا شيء فوقه، لقوله:{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} ثلاثة أشياء: الله والرسول والذين آمنوا.
فإن قال قائل: ولاية الله عزّ وَجَلَّ صالحة لكل زمان ومكان، لكن كيف ولاية الرسول؟
الجواب: أما ما كان في حياته؛ فالولاية واضحة ظاهرة، وأما بعد وفاته فإن تمسكنا بسنته من توليه لنا؛ لأننا ننصر بها، ونعان بها، فكأنه عليه الصلاة والسلام معنا يناصرنا ويعيننا، وأما الذين آمنوا فواضح أن المؤمنين لا يزالون ظاهرين على الحق حتَّى يأتي أمر الله.
الفائدة الثانية: فضيلة من تولى الله ورسوله والذين آمنوا.
الفائدة الثالثة: فضيلة الصلاة؛ لأن الصلاة دائمًا في المقدمة، ولا شك أن الصلاة أفضل العبادات بعد التوحيد والشهادة بالرسالة، ولهذا فرضت من الله عزّ وَجَلَّ إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بدون واسطة، وفرضت على الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أعلى مكان يصل إليه البشر، وفرضت على الرسول في أشرف ليلة كانت له، وفرضت