الفائدة السابعة: أن كفر من رأوا الآيات ليس ككفر من لم يروها، فالأول: أعظم أي: من رأى الآيات؛ لأن من رأى الآيات فقد رآها عين اليقين، ومن نقلت إليه فقد علمها علم اليقين أي: بواسطة.
قوله:{وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ}، مقول القول هو قوله:{أَأَنْتَ قُلْتَ} إذًا: فالجملة في محل نصب، واعلم أن مقول القول لا يكون إلا جملة إلا إذا أجري مجرى الظن فإنه قد يسلط على المفرد، وإلا فلا يكون إلا جملة، والجملة هنا {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ}.
في "أأنت" قراءتان: "أأنت"، بمد الهمزة الثانية، وبالقصر "أأنت" قلت للناس، {اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ} فيها قراءتان: "أميْ" بالسكون "وأميَ" بالفتح، و"اتخذ" تنصب مفعولين: الأول في هذه الآية هو "الياء"، في قوله:{اتَّخِذُونِي}، والثاني قوله:{إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ}.
قوله:{قَالَ سُبْحَانَكَ} أي: تنزيهًا لك، فهو منصوب على أنه مفعول مطلق لفعل واجب الحذف، ولهذا لا تجد الفعل مع سبحان أبدًا، وإنما قلنا: إنه مفعول مطلق؛ لأن المصدر تسبيح، وكل لفظ يكون بمعنى المصدر، ولكنه لا يشتمل على حروفه، يسمى مفعولًا مطلقًا، ويسمى اسم مصدر.