للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من بدَّل دينه فاقتلوه" (١).

فالله عزّ وجل يقول: يبعد أن يهدي الله قومًا كفروا بعد إيمانهم، أما من كانوا على الكفر أصلًا فما أكثر الذين اهتدوا بعد أن كانوا على الكفر وشهدوا أن الرسول حق.

{الرَّسُولَ} (ال) للعهد الذهني؛ لأنه لم يسبق له ذكر لكنه معلوم ذهنًا، وبالمناسبة نقول: إن (العهدية) تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

فالعهد الذكري: أن تكون داخلة على ما سبق ذكره.

والعهد الحضوري: أن تكون داخلة على شيء حاضر.

والعهد الذهني: أن تكون داخلة على شيء معلوم في الذهن.

فمثلًا: قوله تعالى: {وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ} المراد به رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن قوله: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} معناه: أن يتوقع أن يُهدون، وهذا لا يمكن بعد نزول القرآن إلا أن يكون الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم -. ونقول مثلًا: وأنت في البلد جاء القاضي، أي قاضٍ هو؟ قاضي البلد المعروف.

العهد الذكري: أن تدخل على شيء قد سبق ذكره، مثل: قوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (١٥) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} [المزمل: ١٥، ١٦]. المراد بالرسول: الرسول الأول الذي أُرسل إلى فرعون وهو موسى. وهنا العهد ذكريّ.


(١) رواه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب لا يعذب بعذاب الله، رقم (٣٠١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>