منتفخًا لينًا فتفرح به وتأخذه بطرف مناقيرها وتبتلعه بسرعة ولكنه يقطع أمعاءها، فهكذا أعداؤنا فتحوا علينا أبواب الترفيه من كل ناحية، من أجل أن ننغمس فيها ولا يكون لنا هَمٌّ إلا الرفاهية، وننسى ما خلقنا له من عبادة الله، وننسى ما ينبغي لنا أن نكون عليه من العزة والكرامة، قال تعالى: {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (١٩٦) مَتَاعٌ قَلِيلٌ}.
٧ - أنه لا يمكن للكافر أن يدخل الجنة؛ لقوله:{ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ}، لا يمكن أن تكون مأواهم الجنة أبدًا لأنهم كفار.
٨ - الإشارة إلى أن هذا النعيم الذي يدركونه في الدنيا سوف ينسى بهذا المأوى السيئ، فإذا كان المأوى هو النار نسوا كل شيء كما جاء في الحديث:"أنه يؤتى بالرجل يوم القيامة من أهل النار من أنعم أهل الدنيا -يعني أكثرهم نعمة ورفاهية- فيغمس في النار غمسة واحدة فيقال: هل رأيت خيرًا قط؟ فيقول: لا، ما رأيت خيرًا قط". لأنه نسيه بهذه الغمسة الواحدة، فقد نسي كل ما حصل له في الدنيا من نعيم.
"ويؤتى بأبئس أهل الدنيا من أهل الجنة -أي أشدهم بؤسًا- فيغمس في الجنة غمسة واحدة، فيقال: هل رأيت شرًّا قط؟ فيقول: ما رأيت شرًّا قط"(١)، لأنه نسيه بهذا النعيم الذي هو لحظة، فقد نسي كل ما حصل له في الدنيا من بؤس وفقر وأذى، وهذه الحقائق نحن نؤمن بها لكن الغفلة تستولي علينا، نسأل الله العافية، وأن يوقظ قلوبنا بذكره.
(١) رواه مسلم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب صبغ أنعم أهل الدنيا في النار، رقم (٢٨٠٧).