للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إِن واسمها في "إنك"، والجملة الشرطية {مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} في محل رفع خبر "إن".

{وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}:

مبتدأ وخبر، الخبر مقدم، و"الأنصار" مبتدأ مؤخر وهو مجرور بـ"من" الزائدة "من أنصارٍ"، والتقدير: (وما للظالمين أنصار). هذا إعراب الآية.

يقول هؤلاء السادة العقلاء: {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ}.

"مَن" تشمل العصاة والكفار؛ فالعصاة مستحقون لدخول النار، وإذا أُدخلوا النار فإنهم غير مظلومين؛ لأنهم مستحقون لذلك، والكفار مستحقون لدخولها على وجه التأبيد والتخليد، وكل منهم إذا أُدخل النار فقد أخزاه الله أمام العالم، أي: فضحه وهتك سره.

وقوله: {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}:

هنا إظهار في موضع الإضمار، فإن مقتضى السياق أن يقول: (وما لهم من أنصار)، ولكنه أظهر في موضع الإضمار لثلاث فوائد:

الفائدة الأولى: أن هؤلاء الذين يدخلون النار مستحقون لهذا الوصف، أي: وصفهم بالظلم.

الفائدة الثانية: العموم؛ أن كل ظالم حتى وإن لم يدخل النار إذا أراد الله أن يعاقبه فإنه لن يجد من ينصره.

الفائدة الثالثة: إثبات العلة في الحكم، فلو قال: (وما لهم من أنصار) لم يتبين لنا أن السبب لأنهم ظلموا أنفسهم، فإذا وصفهم بهذا فكأنه بيَّن الحكم بعلته.

<<  <  ج: ص:  >  >>