عبدالرحمن: أتجعلونه إليَّ واللَّهِ عليَّ أن لا آلو عن أفضلكم. قالا: نعم، فأخذ بيد أحدهما، فقال: لك قرابة من رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - والقدم في الإسلام ما قد علمت، فاللَّه عليك لئن أمرتك لتعدلن ولئن أمرت عليك لتسمعن ولتطيعن. ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك، فلما أخذ الميثاق قال: ارفع يدك يا عثمان.
وفي حديث المسور بن مخرمة قال المسور: إن الرهط الذين ولاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا. قال لهم عبدالرحمن: لست بالذي أتكلم في هذا الأمر ولكنكم إن شئتم اخترت لكم منكم فجعلوا ذلك إلى عبدالرحمن، فلما ولوا عبدالرحمن أمرهم مال الناس على عبدالرحمن حتى ما أرى أحداً من الناس يتبع ذلك الرهط ولا يطأ عقبه، ومال الناس على عبدالرحمن يشاورونه تلك الليالي، حتى إذا كانت الليلة التي أصبحنا منها فبايعنا عثمان.
قال المسور: طرقني عبدالرحمن بعد هجع من الليل، فضرب الباب حتى استيقظت، فقال: أراك نائماً؛ فواللَّه ما اكتحلت هذه الليلة بكبير نوم، انطلق فادع الزبير وسعدا، فدعوتهما له، فشاورهما، ثم دعاني، فقال: ادع لي علياً، فدعوته، فناجاه حتى إبهار الليل، ثم قام عليٌّ من عنده وهو على طمع، وقد كان عبدالرحمن يخشى من علي شيئاً.
ثم قال: ادع لي عثمان، فدعوته فناجاه حتى فرق بينهما المؤذن بالصبح؛ فلما صلى الناس الصبح، واجتمع أولئك الرهط عند المنبر أرسل إلي من كان