[*الوليد بن يزيد بن عبدالملك]
هو أول حفيد من أحفاد «عبدالملك بن مروان» يتولى الخلافة،
طبقًا لنظام الوراثة الذى سار عليه الأمويون، إذ عَهِدَ «يزيد بن
عبدالملك» إلى ابنه بالخلافة بعد أخيه «هشام بن عبدالملك».
وتُعد خلافة «الوليد بن يزيد» بداية النهاية للدولة الأموية،
وطليعة سقوطها؛ لأنه كان على شاكلة أبيه لهوًا ولعبًا، وإذا
كان أبوه قد رزق من يعوض نقص كفاءته فى الحفاظ على
سلامة الدولة، من إخوته وأبناء عمومته، فإن «الوليد» لم يجد
مثل هذا النوع من أفذاذ الرجال، بل ثار عليه أبناء عمومته من
أبناء «الوليد بن عبدالملك» وأخيه «هشام»، وشهد عصره أول
انقسام داخلى بين الأسرة الأموية وأشده خطرًا. وقد حاول
«الوليد» استرضاء الجند بزيادة رواتبهم، واستمالة الناس بزيادة
أعطياتهم من الأموال الكثيرة التى تركها له عمه «هشام بن
عبدالملك» فى خزانة الدولة، لكن ذلك لم يمنع الثائرين عليه من
أبناء عمومته بزعامة «يزيد بن الوليد» من تلطيخ سمعته واتهامه
بالفسق والفجور، والمبالغة فى تلك التهم والتشهير به؛ لأن «ابن
الأثير» يقول: «إن الوليد لم يكن على هذه الدرجة من السوء، غير
أن خصومه نجحوا فى خطتهم، وقتلوه فى جمادى الآخرة سنة
(١٢٦هـ)، فاتحين بذلك أبواب الشر على الدولة من كل جانب،
مفجِّرين الثورات والفتن فى كل مكان».