للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان جده الشقي الأنكدا وإذا غدير من ماء وإذا سرج ممدود كثير المواشي والإبل والبقر والخيل والأفلاء وإذا قصور مستديرة فقلت لأصحابنا لو وضعنا رحالنا فتأخذ العيون مما ترى حظا وتقضي النفوس منه وطرا فبينا نضع رحالنا إذ أقبل قوم من قبل القصر الأبيض على أعناقهم البسط فبسطوا لنا ثم مالوا علينا بأطايب الطعام وألوان الأشربة فاسترحنا وأرحنا ثم نهضنا للرحلة فأقبل القوم وقالوا إن سيد هذه القرية يقرئكم السلام ويقول اعذروني على تقصير إن كان مني فإني مشغول بعرس لنا وإن أحببتم فدعونا لهم وبركنا فعمدوا إلى ما بقي من ذلك الطعام فملئوا منه سفرنا فقضيت سفري ورجعت متنكبا لذلك الطريق فغبرت برهة من الدهر ثم وفدني معاوية في عشرة من العرب ليس معي أحد ممن كان في الوفد فبينا أحدثهم بحديث القرية وأهلها إذ قال رجل منهم أليس هذا الطريق الآخذ إليها فانتهينا إليها فإذا هي دكادك وتلول وأما القصور فخراب ما يبين منها إلا الرسوم وأما الغدير فليس فيه قطرة من الماء وأما السرج فقد عفا ودثر أمره فبينا نحن وقوف متعجبون إذ لاح لنا شخص من ناحية القصر الأبيض فقلت لبعض الغلمان انطلق حتى نستبرىء ذلك الشخص فقال لبثت أن عاد مرعوبا فقلت له ما وراءك فقال أتيت ذلك الشخص فإذا عجوز عمياء فراعتني فلما سمعت حسي قالت أسألك بالذي بلغك سالما إلا أخذت على عينك ورحت حتى دخلت في التل ثم قالت سل عما بدا لك فقلت أيتها العجوز الغابرة من أنت وممن أنت فأجابتني بصوت ما يبين أنا عميرة بنت دوبل سيد أهل هذه القرية في الزمن الأول

أنا ابنة من قد كان يقري وينزل

ويحنو على الضيفان والليل أليل

من معشر صاروا رميما أبوهم

<<  <  ج: ص:  >  >>