[*] قال الإمام المناوي رحمه الله تعالى في فيض القدير:
(ما رأيت مثل النار) قال الطيبي: مثل هنا كما في قولك مثلك لا يبخل
(نام هاربها) حال إن لم يكن رأيت من أفعال القلوب وإلا فنام هاربها مفعول ثان له (ولا مثل الجنة نام طالبها) يعني النار شديدة والخائفون منها نائمون غافلون وليس هذا طريق الهارب بل طريقه أن يهرول من المعاصي إلى الطاعات، وفيه معنى التعجب أي ما أعجب حال النار الموصوفة بشدة الأهوال وحال الهارب منها مع نومه وشدة غفلته والاسترسال في سكرته، وما أعجب حال الجنة الموصوفة بهذه الصفات وحال طالبها الغافل عنها.
[*] قال ابن تيمية –رحمه الله -:
كل عاصٍ لله فهو جاهل وكل خائف منه فهو عالم مطيع، الخائف من الله يبادر إلى الخيرات قبل الممات ويغتنم الأيام والساعات ..
(أنواع الخوف:
مسألة: ما هي أنواع الخوف؟
الخوف أقسام:
الأول: خوف العبادة والتذلل والتعظيم والخضوع، وهو ما يسمى بخوف السر.
وهذا لا يصلح إلا لله – سبحانه -، فمن أشرك فيه مع الله غيره؛ فهو مشرك شركاً أكبر، وذلك مثل: مَن يخاف من الأصنام أو الأموات، أو من يزعمونهم أولياء ويعتقدون نفعهم وضرهم؛ كما يفعله بعض عباد القبور: يخاف من صاحب القبر أكثر مما يخاف الله.