وروى الحاكم، والبزار، والطبراني من حديث عائشة مرفوعًا: لا يغني حذر من قدر .. الحديث).
وروى عبد الله بن أحمد نحوه من حديث معاذ بن جبل بلفظ:(لاينفع حذر من قدر) وأنشد بعضهم:
ماقدر الله لي لابد أن يدركني ... من ذا الذي يدفع المقدور بالحذر
فإذا علم العبد أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له من خير أو شر أو نفع أو ضر، وإن اجتهاد الخلف كلهم جميعاً على خلاف المقدور غيير مفيد شيئًا البت، بل بيده كل حركة وسكون، وإنما أمرره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون، وأن قلوب الخلق بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وأنه - سبحانه - قدر في الأزل، أم ما أصاب المؤمن لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه/ لم يبال باحتمال ما يصيبه في الله، وأغمض عينيه عن ملاحظة غير الله-تعالى- من المخلوقين وعاد يشهد وحده تصريفه عن تصريف وجود الممكنات، وتشعب صور المحملات، وما يلقيه الشيطان - عنده - من الوساوس والخيالات، وفتح بصيرته في النظر إلى تقدير الحركات، وتحريك السكنات، وقام الله بالحق، صابراً على الأذى من جميع الخلق، فحمد -ظ عند صباح السلامة- مسراء أولاً وآخرًا ونصر دين الله فكان له وليًا وناصرًا، وأرضى الله فأرضى عنه الناس، وجعل من الناس المتوقع البائس واوجب ذلك له توحيد ربه وإفراده بالسؤال، والاستعانة والتضرع والابتهال، فهو مزيل النوب ومفرج الكرب.
وأنشدوا:
ما قد قضى يا نفس فاصطبري له ... ولك الأمان من الذي لم يقدر
ولبعضهم:
وإذا رميت بما رميت فلا تقل ... أوذيت من زيد الزمان وعمره