للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فساقك الحين إلى عسكر … ضاق به عن ناظرك الفسيح

وكل أصحابك أودعتهم … بسوء تدبيرك بطن الضريح

خمسون ألفا لا يرى منهم … إلا قتيلا أو أسيرا أو جريح

وفقك الله لأمثالها … لعل عيسى منكم يستريح

إن كنت عولت على عودة … لأخذ ثارا ولنقد صحيح

دار ابن لقمان على حالها … والقيد باق والطواشى صبيح

وقال آخر:

يا فرنسيس هذه أخت مصر … فتأهب لما إليه تصير

لك فيها دار ابن لقمان قبر … وطواشيك منكر ونكير

وقد دخل فى قلب فرنسيس من ضرب هذا الطواشى صبيح ما لا ينسا حصرته، فعند ذلك رد إلى بلاده، وقد أشار بعض أرباب الدولة المصرية بخرب مدينة دمياط خوفا من مسير الفرنج إليها مرة أخرى، فسيروا إليها الحجارين والفعلة، فوقع الهدم فى أسوارها يوم الأثنين ثامن عشر شهر شعبان سنة ثمان وأربعين وستمائة حتى خربت كلها، ومحوا آثارها ولم يبق منها سوى الجامع وصار مكان البيوت أخصاص على شاطئ النيل، وصارت تسكن فيها الصيادين وسموها المنشية، ثم حين تجدد [بعد] بناء سورها أمير المؤمنين المتوكل علي الله ثم لما كانت دولة الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقدارى الصالحى بعد قتل الملك المظفر قظز فأمر بتجديد عمارة مدينة دمياط. وأرسل إليها عدة من الحجارين والبنائين وذلك فى سنة تسع وأربعين وستمائة، وأمر بردم فم بحر دمياط، فأخذوا من القرابيص بتاع الهد القديم، وألقوها فى البحر الذى يصب من شمال دمياط فى البحر المالح حتى ضاق،

<<  <   >  >>