للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما مات قرر بعده فى نيابة القلعة كسباى السمين، وقرر جاني بك كوهيه أحد رؤس النوب عوضا عن كسباى السمين. وفيه توفى الناصري محمد بن لا جين الجندى الحنفى وكان من أعيان الحنفية.

وفي جمادى الأولى أخلع على الطواشى مرجان العادلي وقرر في تقدمة المماليك (١). وفيه (٢) قرر في نظر الدولة منصور بن الصفى وهذا أول ظهور منصور في الرئاسة. وفيه (٣) توفى المغنى الأستاذ في فن النشيد فريد عصره ووحيد دهره ناصر الدين محمد المازونى القاهرى وكان بارعاً في فن الغناء وكان يضرب به المثل في حسن النغم ومعرفة الفن ولم يجئ بعده من هو فى طبقته إلى يومنا هذا، وقد رثاه الشهاب المنصوري بهذه الأبيات:

يا نُزهةُ السَّمعِ سَكنتَ الثَرى … فللملاهي أَيُّمَا لَهَفِى

كم لَطمةٌ من قَدَمٍ أَوْ يَدِ … في خَدى الدُّكةِ والدَّفِ

وقوله فيه أيضاً:

كانت به لذاتنا موصولة … فانقطعت بموته اللذات

وكانت الأصوات تزهو بهجة … فارتفعت لموته الأصوات

وكان حصل للمازونى خلط فالج فأقام به مدة طويلة حتى مات فكان يقول: ارحموا من سكت حسه وبطل نصفه. وفيه (٤) نزل السلطان من القلعة وصحبته الأمراء وأرباب الدولة فسار إلى نحو جزيرة أروى ثم توجه إلى بولاق وكان له يوم مشهود، فلما شق من بولاق أمر بهدم ما كان بها من الأخصاص وكانت تضيق الطريق على السالك فهدمت من يومها.


(١) يقول في النجوم الزاهرة ص ٤٩٨ أنه «فى يوم الاثنين رابع جمادى الأولى استقر مرجان مقدم المماليك السلطانية أمير حاج الركب الأول». انظر هنا فيما بعد في أخبار شهر شوال.
(٢) في يوم الخميس سابعه النجوم الزاهرة ص ٤٩٨ حيث يقول إنه استقر «ناظر ديوان المفرد».
(٣) في ليلة الجمعة ثامنه - النجوم الزاهرة ص ٦٠٨/ ٦٠٧.
(٤) فى يوم الثلاثاء ١٢ منه النجوم الزاهرة ص ٩٩٨/ ٤٩٨ حيث يقول إن جزيرة أروى «المعروفة بالوسطى».

<<  <  ج: ص:  >  >>