للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه عمل السلطان المولد النبوى (١) وكان غير حافل. وفيه نودى للعسكر بأن نفقة البيعة يكون فى أول الشهر الجديد (٢). وفيه عين السلطان جماعة من أعيان الخشقدمية منهم برسباى قرا وحكم قرا وطومان باى بأن يتوجهوا إلى الوجه القبلى بالقبض على قرقماس الجلب أمير سلاح وقلمطاى الاسحاقى وأرغون شاه أستادار الصحبة وكلهم أشرفية برسبيهية، فتوجهوا هؤلاء وقبضوا على الأمراء المذكورين وتوجهوا بهم إلى السجن بثغر الإسكندرية (٣) وفيه (٤) رجع إلى القاهرة الأمير أزبك من ططخ رأس نوبة النوب والأمير جاني بك قلقسيز حاجب الحجاب، وقد تقدم أنهما توجها إلى العقبة بسبب فساد عربان بني عقبة، فوصل العسكر إلى الأزنم ولاقاهم أينال الأشقر نائب غزة، فقبضوا على شيخ بني عقبة وجماعة من العربان نحواً من ستين إنساناً، فلما طلع أزبك وجانى بك قلقسيز، فباسا الأرض للظاهر يلباى، فأخلع عليهما ونزلا إلى دورهما، ثم إن الظاهر يلباى رسم بتوسيط العربان الذي أحضروا هم وشيخهم مبارك، وكان في العربان من هو صغير السن دون البلوغ، فوسطهم أجمعين ولم يعرف الظالم من المظلوم فعد ذلك من مساوئه أيضاً. فلما حضر أزبك من ططخ أشار خاير بك الدوادار على الظاهر يلباي بأن يولى أزبك نيابة الشام عوضاً عن برد بك البجمقدار بحكم أسره عند سوار، وكان الظاهر يلباى مع خاير بك الدوادار مسلوب الاختيار لا يقضى أمراً دونه، فكان إذا سئل في شيء يقول: إيش كنت أنا قل له (٥)، يعنى قل لخاير بك، حتى سموه العوام: قل له. فلما كان يوم الجمعة أواخر هذا الشهر طلع الأمير أزبك إلى القلعة وصلى الجمعة مع السلطان، فلما انقضت الصلاة جلس السلطان على باب


(١) راجع النجوم الزاهرة ص ٨٢٧.
(٢) راجع المرجع السابق ص ٨٢٦.
(٣) انظر النجوم الزاهرة ص ٨٢٧، وحوادث الدهور ص ٦٠٥ - ٦٠٦.
(٤) في يوم الإثنين ١٩ منه - النجوم الزاهرة ص ٨٢٧.
(٥) انظر المرجع السابق ص ٨٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>