للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معه وبعده» (١).

قال الزهري: عجباً للمسلمين تركوا الاعتكاف مع أن النبي ما تركه منذ قدم المدينة كل عام في العشر الأواخر حتى قبضه الله ﷿ (٢).

قال ابن القيم : وشرع الله لهم الاعتكاف الذي مقصودة وروحه عكوفُ القلب على الله، وجمعيته عليه، والخلوة به، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق، والاشتغال به وحده سبحانه بحيث يصير ذكره وحبه والإقبالُ عليه في محل هموم القلب وخطراته، فيستولي عليه بدلها، ويصير الهم كله به، والخطرات كلها بذكره، والفكر في تحصيل مراضيه وما يقرب منه، فيصير أنسُه بالله بدلاً عن أنسه بالخلق، فيُعِدُه بذلك لأنسه به يوم الوحشة في القبور حين لا أنيس له ولا ما يفرح به سواه، فهذا مقصود الاعتكاف الأعظم (٣).

والاعتكاف عبادة يخلو فيها العبد بخالقه ويقطع العلائق عما سواه، فيستحب للمعتكف أن يتفرغ للعبادة، فيكثر من الصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن والتوبة والاستغفار ونحو ذلك من الطاعات التي تقربه إلى الله تعالى.

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الأسئلة:

١ - هل الاعتكاف سنة أو واجب؟

٢ - لماذا شرع الاعتكاف؟

٣ - ماذا يستحب للمعتكف؟


(١) المغني (٤/ ٤٥٦).
(٢) التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن (١٣/ ٦٦٨).
(٣) زاد المعاد (٢/ ١٠٦ - ١٠٧) باختصار.

<<  <   >  >>