للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وطائفة أخرى تقوم الليل ولكن لا يكتب لهم أجر القائمين، إما لفقدان الإِخلاص في عبادتهم، أو لعدم موافقتها لهدي النبي .

ولذا ينبغي للصائم أن يحذر من الوقوع في المعاصي، فليس الصيام هو الإِمساك عن الطعام والشراب فحسب، وانَّما إِمساك الجوارح عما حرَّم الله.

وأعظم هذه المخالفات وأكثرها تأثيراً على حياة الفرد والمجتمع تأخير الصلاة عن وقتها، فبعض الصائمين ينام بعد تناوله السحور فلا يستيقظ إلاَّ عند طلوع الشمس، فيضيع صلاة الصبح، وآخرون ينامون قبل صلاة العصر، فلا يستيقظ أحدهم إلا عند غروب الشمس، فيضيع صلاة العصر قال تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا (١٠٣)[سورة النساء، الآية رقم: ١٠٣]، روى البخاري في صحيحه من حديث بريدة قال: قال رسول الله : «مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ» (١).

وفي مثل هؤلاء يقول تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (٥٩)[سورة مريم، الآية رقم: ٥٩].

ومنها: السهر الطويل أكثر الليل أو كله على وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات القنوات الفضائية السيئة التي تبث شرورها وسمومها على أشكال متعددة، حيث يعرض بها برامج يقصد بها تشكيك المسلمين في دينهم، وإظهار عظمة الكفار والإعجاب بحضارتهم كالتمثيليات الهابطة، والأغاني الماجنة، والصور الخليعة، وهذه الليالي ليالٍ شريفةٌ ينبغي أن تستغل بطاعة الله من صلاة وذكر وقراءة قرآن.

اللهم تقبل منا الصيام والقيام، واجعلنا من المقبولين ومن عتقائك من النار.


(١) صحيح البخاري برقم (٥٥٣).

<<  <   >  >>