وعندما نقرأ هذه الجملة التَّعليليَّة: {وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ... (٢١)} نتذكَّر صدق تأويل يعقوب لرؤيا ابنه يُوسُفَ، فقد قال له: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ... (٦)}.
وَقَد تَحَقَّق مَا رَجَاهُ العزيز فِي يُوسُفَ مَن خَيْر؛ سَوَاء بِسُلُوكه ـ - عليه السلام - ـ الأَمِين الشَّرِيف، أَو حِينَ صَار عَزِيزاً عَلَى مِصر فَخَدَم البلادَ وَالعِبَاد، وَأَخِيراً نَفَعَ الله تَعَالى بِه المصريين حِين بَعَثه الله تَعَالى إِلَيْهِم نَبِيّاً وَهَادِياً وَرَسُولاً، كَمَا قَالَ مُؤْمِن آل فِرْعَون خِطَاباً للمصريين: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا