ورواية جرير بن عبد الحميد: أولى بالصواب، فإنه أحفظ وأثبت من أبي بكر بن عياش، ولأنه قد توبع عليها.
فقد رواه زيد بن أبي أنيسة [ثقة]، عن الحارث، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن عبد الله بن نجي: سمع عليًّا يقول: كنت أدخل على نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فإن كان يصلي سبح؛ فدخلت، وإن لم يكن يصلي أذن لي فدخلت.
أخرجه النسائي في الخصائص (١١٤).
• والحديث رواه أيضًا:
جابر بن يزيد الجعفي [متروك يكذب، كان يؤمن بالرجعة، وهي بدعة مكفرة، لكن هذا الحديث مما رواه عنه شعبة وسفيان الثوري، والأقرب أنهما رويا عنه قبل أن يُظهر سوء معتقده، فعندئذ: فما صرح فيه بالسماع فيعتبر به، دون غيره]، قال: سمعت عبد الله بن نجي، عن علي، قال: كنت آتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل غداة، فإذا تنحنح دخلت، وإذا سكت لم أدخل، قال: فخرج إليَّ فقال: "حدث البارحة أمر، سمعت خشخشة في الدار، فإذا أنا بجبريل فقلت: ما منعك من دخول البيت؟ فقال: في البيت كلب، قال: فدخلت، فإذا جرو للحسن تحت كرسي لنا، قال: فقال: إن الملائكة لا يدخلون البيت إذا كان فيه ثلاث: كلب أو صورة أو جنب".
أخرجه أحمد (٧/ ١٠٧ و ١٥٠)، والدارقطني في العلل (٣/ ٢٥٩ و ٢٦٠).
• وبعد هذا العرض المفصل للنظر فيما هو صواب وراجح من هذه الأسانيد، يمكن تلخيص ذلك فيما يلي مما هو محفوظ، أو أراه صوابًا:
١ - شعبة، عن علي بن مدرك، عن أبي زرعة، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه، عن علي.
٢ - شرحبيل بن مدرك، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه، عن علي.
٣ - عبد الواحد بن زياد، عن عمارة بن القعقاع، عن الحارث العكلي، عن أبي زرعة، عن عبد الله بن نجي، عن علي.
٤ - المغيرة بن مقسم، عن الحارث، عن أبي زرعة، عن ابن نجي، عن علي.
٥ - زيد بن أبي أنيسة، عن الحارث، عن أبي زرعة، عن ابن نجي، عن علي.
٦ - جابر الجعفي، عن ابن نجي، عن علي.
ويتبين من هذا العرض: أن أبا زرعة بن عمرو بن جرير قد اختلف عليه:
١ - فرواه علي بن مدرك عنه، عن ابن نجي، عن أبيه، عن علي.
٢ - ورواه الحارث بن يزيد العكلي عنه، عن ابن نجي، عن علي.
وعلي والحارث: ثقتان، أما علي: فوثقه ابن معين، والنسائي، وأبو حاتم، والعجلي، وابن حبان.
وأما الحارث: فوثقه ابن معين، وأبو داود، والعجلي، وابن سعد، وابن حبان، وقال الدارقطني: "ليس به بأس".