للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

في الحديث، وهو: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وعبد اللّه بن يزيد هو: أبو عبد الرحمن الحبلي" [وكذا عند الطوسي].

* ولهذا الحديث طرف آخر؛ كما وقع في رواية الثوري؛ تابعه عليه:

أبو عبد الرحمن المقرئ، وعبدة بن سليمان، وعيسى بن يونس، وأبو بدر شجاع بن الوليد، ومحمد بن بشر العبدي [وهم ثقات]، ومندل بن علي، ورشدين بن سعد [وهما ضعيفان]:

حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن زباد بن أنعم، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنما الدنيا متاع، وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة".

أخرجه ابن ماجة (١٨٥٥)، وهناد بن السري في الزهد (١/ ٢٩٥/ ٥١٩)، والبزار (٦/ ٤١٥ - ٤١٦/ ٢٤٤١)، والطبراني في الكبير (١٤/ ٤٩/ ١٤٦٤٢)، وأبو الشيخ في الأمثال (٢٢٧)، وأبو سعيد النقاش في فوائد العراقيين (٤١)، والقضاعي في مسند الشهاب (١٢٦٥)، والرافعي في التدوبن (١/ ٢٤٠). [التحفة (٦/ ٩٨/ ٨٨٤٩)، المسند المصنف (١٧/ ١٧٣/ ٨٠٣٥)].

* وقد روي من وجه آخر عن أبي عبد الرحمن الحبلي؛ لكن هل يثبت عنه؟

رواه أبو الطيب أحمد بن سليمان الجريري إجازة أكان أبو الطيب فقيهًا على مذهب محمد بن جرير الطبري، وكان كثير الحديث، تاريخ بغداد (٥/ ٢٩٢ - ط الغرب)، الأنساب (٢/ ٥٢)، تاريخ الإسلام (٨/ ٣٥٥ - ط الغرب)]: نا أبو جعفر الطبري [محمد بن جرير بن يزيد: الإمام الحافظ الثبت، صاحب التفسير والتاريخ]، قال: حَدَّثَنِي علي بن سعيد الكندي [كوفي، ثقة]، نا فرات بن تمام، عن الأوزاعي، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أسرع الدعاء إجابة دعوة غائب لغائب".

أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (١٣٢٩)، وإسناده إلى أبي الطيب.

قلت: الأقرب أن فرات بن تمام [لم أجد له ترجمة] تصحف عن: قران بن تمام، وهو من نفس الطبقة، لكنه غير معروف بالرواية عن الأوزاعي، وقران بن تمام: كوفي، نزل بغداد، صدوق؛ لينه أبو حاتم، وقال ابن حبان: "يخطئ" "التهذيب (٣/ ٤٣٥)، الثقات (٧/ ٣٤٦)]؛ فلم يكن من أصحاب الأوزاعي، ولا من أهل بلده، وتفرده بهذا الحديث دونهم لا يحتمل.

وعليه: فهو حديث غريب جدًا من حديث الأوزاعي، فلم يُعرف عند أهل الشام، ولم يشتهر خارجها، وإنما يُعرف هذا الحديث من حديث ابن أنعم عن أبي عبد الرحمن الحبلي، وقد اشتهر عنه؛ على ما فيه من الضعف، بينما حديث الأوزاعي الإمام الثبت؛ فلم يعرف إِلَّا من هذا الوجه الغريب، فلا يثبت عنه، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>