يحيى، ولا عن إسرائيل، وكلاهما معروف بالرواية عن أبي سنان، والأقرب عندي أنه إسرائيل، وذلك لكون الحديث مرويًا من حديث إسرائيل عن أبي سنان، كما تقدم بيانه.
هكذا [في بعض نسخ المصنف] رواه ابن نمير، عن إسرائيل، عن أبي سنان، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، قال: من قال: ... فذكره موقوفًا.
أخرجه ابن أبي شيبة (١٦/ ٢٢١/ ٣١٤٢٣ - ط الشثري) (١٥/ ٢٣٥/ ٣٠٠٦٣ - ط عوامة) (١٠/ ٨٨/ ٢٩٩٤١ - ط الرشد).
وعلى هذا: يكون قد اختلف على إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق في رفع هذا الحديث ووقفه: فرفعه: محمد بن سابق [صدوق]، ومحمد بن يوسف الفريابي [ثقة].
وأوقفه: عبد الله بن نمير [ثقة ثبت].
ولا أستبعد أن يكون الموقوف هو الصواب؛ وذلك لعدم اشتهار المرفوع عند المصنفين من أصحاب الصحاح السنن والمسانيد ممن يعنون بإخراج المرفوع، وهذا إسناد نظيف، رجاله كلهم كوفيون ثقات؛ وإن لم يكن من جوادِّ الطرق المسلوكة، لكن نظافة إسناده تدعو إلى العناية به، واشتهاره، وأقدم من أخرج هذا الحديث من المصنفين هو ابن أبي شيبة، وقد أخرج الموقوف دون المرفوع، مما يدل على عدم وقوفه على المرفوع، ولا اشتهاره في وقته وبلده، فضلًا عن إعراض كبار المصنفين من أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد عن إخراج المرفوع.
وعلى هذا: فهو موقوف على ابن مسعود بإسناد كوفي صحيح غريب.
وهذا الحديث قد رواه أبو إسحاق السبيعي، واختلف عليه:
أ- فرواه حديج بن معاوية [ليس بالقوي، روى عن أبي إسحاق أحاديث منكرة]، وحازم بن إبراهيم [لا بأس به]، [ولا يثبت الإسناد إليه، فيه: أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري، وهو: واهٍ، متهم بالكذب]:
عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن عبد اللّه، عن عبد الله بن مسعود، قال: لا يقول رجل: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات؛ إلا غفر له، وإن كان فر من الزحف.
أخرجه الطبراني في الكبير (٩/ ١٠٣/ ٨٥٤١)، والخطيب في تالي تلخيص المتشابه (١/ ١٩١ - ٢٩٢).
وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود: ثقة، اختلف في سماعه من أبيه، والصحيح: أنه سمع منه بإطلاق [انظر تقرير هذه المسألة فيما تقدم: تحت الحديث رقم (٤٣٢)، تخريج أحاديث الذكر والدعاء (٢/ ٥٠٧/ ٢٤٦)]، لكن هذا الوجه غير محفوظ عن أبي إسحاق.
ب - ورواه معمر بن راشد [ثقة ثبت في الزهري وابن طاووس، وقد يهم في حديث غيرهما، وكان يضعَّف حديثه عن أهل الكوفة والبصرة]، عن إسرائيل [ثقة، من أثبت الناس