وقال في العلل (٤/ ١١٨/ ٤٦٠): "ولم يتابع على هذا القول، وحديث ابن الحنفية هو: الصحيح. قيل للدارقطني: هل ليس عبيدة بن حميد من الحفاظ؟ قال: بلى".
٢ - الطريق الثانية: يرويها زائدة بن قدامة، عن أبي حصين عثمان بن عاصم، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي، قال: كنت رجلًا مذاءً، فأمرت رجلًا أن يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - لمكان ابنته، فسأل فقال:"توضأ، واغسل ذكرك".
أخرجه البخاري (٢٦٩)، وابن حبان (٣/ ٣٨٨/ ١١٠٤)، بلفظ:"إذا رأيت الماء فاغسل ذكرك وتوضأ، وإذا رأيت المني فاغتسل"، وأحمد (١/ ١٢٥)، والطيالسي (١/ ١٢٢ - ١٢٣/ ١٣٧)، وابن المنذر في الأوسط (١/ ١٣٤/ ٢١) و (٢/ ١٣٩ - ١٤٠/ ٦٩٠)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٤٦)، وفي المشكل (٧/ ١٢٩)، والرامهرمزي في المحدث الفاصل (٢٣٤)، بنحو لفظ ابن حبان، وابن حزم في المحلى (١/ ١٠٦)، والبيهقي (١/ ٣٥٦) و (٢/ ٤١٠)، والخطيب في الأسماء المبهمة (٣٨٨).
والنفس لا تطمئن إلى ثبوت هذه الزيادة من حديث زائدة عن أبي حصين، كما جاءت عند ابن حبان والرامهرمزي، ويظهر لي أنها إنما هي من حديث زائدة عن الركين بن الربيع، المتقدم برقم (٢٠٦).
فإن الحديثين قد رواهما عن زائدة بالإسنادين: عبد الرحمن بن مهدي، وأبو الوليد الطيالسي، وأبو داود الطيالسي، وعبد الله بن رجاء، ويحيى بن أبي بكير؛ فلم يأتوا بالزيادة من حديث زائدة عن الركين، فيجعلوها في حديث زائدة عن أبي حصين؛ مما يدل على عدم ثبوت هذه الزيادة في حديث أبي حصين، وإنما هي من حديث الركين، هكذا فرق بين الحديثين هؤلاء الحفاظ، وعلى رأسهم ابن مهدي.
وقد روى هذه الزيادة في الحديثين معًا: حسين بن علي الجعفي، وهو ثقة، إلا أنها وهمٌ منه.
ورواها أيضًا عمرو بن مرزوق من حديث أبي حصين، ولم أقف له على رواية لحديث الركين.
فالذي يظهر لي -والله أعلم-: أنه دخل لحسين بن علي، وعمرو بن مرزوق: حديث في حديث، أعني: حديث الركين في حديث أبي حصين، وقد روى الحفاظ الحديثين فلم يخلطا بينهما في المتن.
• والحديث قد رواه أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي - رضي الله عنه - قال: كنت رجلًا مذاءً؛ فاستحييت أن أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن ابنته كانت عندي، فأمرت رجلًا فسأله، فقال:"منه الوضوء".
أخرجه النسائي (١/ ٩٦/ ١٥٢)، وابن خزيمة (١٨)، وابن الجارود (٦)، وأحمد (١/ ١٢٩)، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (١/ ١١٦/ ٩٨)، وابن بشكوال في الغوامض (٢/ ٥١٣).