للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أحاديث منكرة، وقد اضطرب في إسناده، فجعله مرة: عن موسى بن عمير عن الشعبي عن أبي أمامة، ومرة: عن موسى بن عمير عن مكحول عن أبي أمامة. الكامل لابن عدي (٥/ ٢١١)، اللسان (٥/ ٥٥١)، وشيخه فيه: موسى بن عمير أبو هارون الكوفي الأعمى: متروك، كذبه أبو حاتم] [وحمل الدارقطني التبعة فيه على موسى بن عمير أبي هارون الجعدي، قال: "وهو ضعيف"، قال: "وهو الذي يروي عن مكحول، عن أبي أمامة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، وهو الذي يروي عن أبي جغفر محمد بن علي بن الحسين، وعن الزهري وغيرهم: أحاديث مناكير، وحديث مكحول عن أبي أمامة ت حديث باطل بهذا الإسناد، ... ". تعليقات الدارقطني على المجروحين (٢٩٨)].

٧ - عبد الله بن عمرو [أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (٥/ ٣٢ - ط الغرب)، [ولا يثبت، في إسناده: عبد الله بن لهيعة، وهو: ضعيف، وفي الإسناد إليه: من يجهل حاله، وحيي بن عبد الله المعافري: منكر الحديث فيما تفرد به عن أبي عبد الرحمن الحبلي، قال فيه ابن عدي؛ فيما رواه ابن وهب، عن حيي، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن ابن عمرو: "وبهذا الإسناد: خمس وعشرون حديثًا، عامتها لا يتابع عليها"، [وانظر الكلام عن هذا الإسناد مفصلًا: الشاهد الخامس تحت الحديث رقم (٤٤٧) (٥/ ٣٤٩/ ٤٤٧ - فضل الرحيم)، وتخريج الذكر والدعاء (١/ ٤٢٣/ ٢١٠)].

• والحاصل: فإنه لا يثبت في الباب سوى حديث عثمان، والذي أخرجه البخاري في صحيحه، وقد بينت دلائل صحته، بالوجهين اللذين رواهما شعبة والثوري، والله أعلم.

• تنبيه: لا يكون للرجل الخيرية المطلقة على أهل زمانه بمجرد تعلم القرآن وتعليمه، وإنما يثبت له ذلك إذا جمع إلى هذه الخصلة: بقية خصال الخير، جمعًا بين هذا الحديث وغيره من الأحاديث الواردة في الخيرية؛ فيكون الخبر هنا قد خرج مخرج العموم، والمراد به الخصوص، يعني: أنه من خير الناس؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - قد ذكر غيره بمثل ذلك، وقد ذكر الشاطبي في الموافقات طرفًا من الأحاديث الدالة على تفضيل عمل بعينه بأنه من أفضل الأعمال وخير الأعمال، تبعًا لسؤال سائل، أو تعريفًا في بعض الأوقات من غير سؤال، فاجاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بأجوبة مختلفة، كل واحد منها لو حمل على إطلاقه أو عمومه لاقتضى مع غيره التضاد في التفضيل، ثم ختم بحثه بقوله: "إلى أشياء من هذا النمط جميعها يدل على أن التفضيل ليس بمطلق، ويشعر إشعارًا ظاهرًا بان القصد إنما هو بالنسبة إلى الوقت، أو إلى حال السائل"، وقال أبو بكر القفال الشاشي: "قد يقال: خير الأشياء كذا، ولا يراد إنه خير جميع الأشياء من جميع الوجوه، وفي جميع الأحوال والأشخاص، بل في حال دون حال ونحو ذلك، ... "، ثم ذكر وجهًا آخر، فقال: "الثاني: أنه يجوز أن يكون المراد: من أفضل الأعمال كذا، ومن خيرها أو من خيركم من فعل كذا، فحذفت: مِن، وهي مرادة، كما يقال: أعقلُ الناس وأفضلهم، ويراد أنه: مِن أعقلهم وأفضلهم"، وقد أشار ابن حبان في صحيحه إلى هذا المعنى بقوله: "ذكر البيان

<<  <  ج: ص:  >  >>