أخرجه ابن حبان في الثقات (٩/ ٢٢٥)، وتمام في الفوائد (٢١٤)، وأبو علي ابن شاذان في الثاني من حديثه (١٣)، وأبو الفضل الرازي في فضائل القرآن (٤٥) [ووقع خطأ في إسناده؛ حيث قلبه بعضهم فجعل: إسرائيل، مكان شريك، وهو خطا محض، فقد رواه ابن حبان وابن شاذان من نفس الطريق، وقالا فيه: عن شريك، ولا يُعرف هذا من حديث إسرائيل].
هـ - وأرسله يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن شريك، عن عاصم، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
هكذا علقه الدارقطني في علله (٣/ ٥٩/ ٢٨٣).
• ولما سئل أبو حاتم عن حديث الحارث بن نبهان، عن عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد، عن أبيه مرفوعًا، قال أبو حاتم: "هذا خطأ؟ إنما هو: عاصم، عن أبي عبد الرحمن، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مرسل" [العلل (٤/ ٦٢٢/ ١٦٨٤)].
ويبدو أن أبا حاتم مال إلى ترجيح هذا الوجه عن شريك، وذلك أن يحيى بن عبد الحميد الحماني، وإن كان قد تكلم فيه أحمد وغيره بكلام شديد، واتهم بسرقة الحديث؛ إلا إنه كان يحفظ حديث شريك، وكان أبو حاتم معجبًا بحفظه لحديث شريك [التهذيب (٤/ ٣٧٢)].
• هكذا اختلف الناس على شريك في إسناد هذا الحديث، ويبدو لي أنه قد اضطرب في إسناده، ولم يضبطه، وقد كان شريك سيئ الحفظ، كثير الأوهام، فلعله أتي من سوء حفظه، وكثرة وهمه، وقد تقدم معنا أمثلة لهذا الاضطراب الذي يقع من شريك في الأسانيد، راجع مثلًا: ما تحت الحديث رقم (٧٢٨)، وهو حديث قد اضطرب شريك في إسناده اضطرابًا شديدًا؛ لسوء حفظه، والله أعلم.
وهذا الحديث لم يروه عن شريك أحد من قدماء أصحابه، مثل: إسحاق بن يوسف الأزرق [وهو ثقة، من قدماء أصحاب شريك، وممن كتب عنه من كتابه. انظر: مسائل أبي داود (١٩٩٢)، المدرج للخطيب (١/ ٤٥٤)، ما تحت الحديث رقم (٧٦٥)، والحديث رقم (٩٩٦)].
وانظر أيضًا في الاختلاف الوارد في هذا الحديث: ما ذكره الدارقطني في علله (٣/ ٥٩/ ٢٨٣).
• واختلف أيضًا في إسناد على عاصم بن بهدلة:
• فرواه شريك، عن عاصم بن بهدلة، واختلف عليه في إسناده، وقد اضطرب فيه.
• ورواه الحارث بن نبهان، عن عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
وهو حديث منكر، يأتي ذكره في الشواهد، حديث سعد بن أبي وقاص.
• ومن وجوه الاختلاف على عاصم في هذا الحديث أن أبا حاتم لما سئل عن