خلف أبي بكر فلم يقنت، وصليت خلف عمر فلم يقنت، وصليت خلف عثمان فلم يقنت، وصليت خلف علي فلم يقنت، ثم قال: يا بني إنها بدعة.
وفي رواية له محفوظة [عند أحمد (٦/ ٣٩٤)]: عن أبي مالك، قال: كان أبي قد صلى خلف رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن ست عشرة سنة، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فقلت له: أكانوا يقنتون؟ قال: لا؛ أي. بني محدث أمن رواية الحسين بن محمد بن بهرام التميمي المرُّوذي، وهو ممن سمع من خلف قديمًا قبل الاختلاط. راجع: فضل الرحيم الودود (٨/ ٣٨٣/ ٧٦٣)].
ولفظ أبي عوانة: عن أبي مالك الأشجعي قال: قلت لأبي: يا أبه، أليس قد صليت خلف رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -، وخلف أبي بكر، وخلف عمر؛ قال: بلى، فقلت: أفكانوا يقنتون في الفجر؟ قال: يا بني، محدثة.
أخرجه الترمذي (٤٠٢ و ٤٠٣)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(٢/ ٣٤٠/ ٣٨٦)، والنسائي في المجتبى (٢/ ٢٠٤/ ١٠٨٠)، وفي الكبرى (١/ ٣٤١/ ٦٧١)، وابن ماجة (١٢٤١)، وابن حبان (٥/ ٣٢٨/ ١٩٨٩)، وأحمد (٣/ ٤٧٢) و (٦/ ٣٩٤)، والطيالسي (٢/ ٦٦٦/ ١٤٢٥)، وابن أبي شيبة (٢/ ١٠١/ ٦٩٦١ و ٦٩٦٣)، والبزار (٧/ ١٩٧/ ٢٧٦٦)، ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٣٤٢ - ٣٤٤/ ٥٧٢ - ٥٧٤ - مسند ابن عباس) و (١/ ٣٨٤ و ٣٨٥/ ٧٠٢ و ٧٠٣ - مسند ابن عباس)، وأبو عروبة الحراني في الطبقات ٣٨١ - المنتقى)، والطحاوي (١/ ٢٤٩)، والعقيلي في الضعفاء (٢/ ١١٩)، وابن الأعرابي في المعجم (٢/ ٤٣٨/ ٨٥٥)، والطبراني في الكبير (٨/ ٣١٦/ ٨١٧٧ - ٨١٧٩)، وفي الأوسط (٥/ ٢٤٥/ ٥٢١٤)، والبيهقي في السنن (٢/ ٢١٣ و ٣٥٠)، وفي الخلافيات (٣/ ١٥/ ٢٠١٣) و (٣/ ١٦/ ٢٠١٤)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٣/ ١٢٢ - ١٢٣/ ٦٣٨)، والضياء في المختارة (٨/ ٩٧ و ٩٨/ ١٠١ - ١٠٥)، وابن حجر في نتائج الأفكار (٢/ ١٤٢)، وقال:"هذا حديث صحيح". [التحفة (٤/ ٦٢/ ٤٩٧٦)، الإتحاف (٦/ ٣٣٩/ ٦٦٠٠)، المسند المصنف (١٠/ ٣٢٠/ ٤٩١١)].
قال الترمذي:"هذا حديث حسن صحيح".
والعمل عليه عند أكثر أهل العلم، وقال سفيان الثوري: إن قنت في الفجر فحسن، وإن لم يقنت فحسن، واختار أن لا يقنت. ولم ير ابن المبارك القنوت في الفجر.
وأبو مالك الأشجعي اسمه: سعد بن طارق بن أشيم".
وقال الأثرم في الناسخ (٩٩): "وأما حديث أبي مالك عن أبيه: فإنه أنكر القنوت، لأنه لم يشهده، وشهده غيره، وذلك لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما كان يقنت إذا دعى لقوم، أو دعى على قوم، ولم يكن يديمه، وكذلك فعلت الأئمة بعده: قنت أبو بكر الصديق على أهل الردة، وعمر على أهل فارس، وعلي حين حارب، ولم يكونوا يفعلونه دائمًا".