المبهمين في حديث الزهري، وجمع بين الحديثين لاشتمال كل منهما على زيادة على الآخر، أما حديث الزهري فاشتمل على زيادة الوصل، وأما حديث حنظلة فقد اشتمل على زيادة تسمية المبهمين، ولا يُعلُّ أحدهما بالآخر، بل يكمل أحدهما الآخر فيما قصر فيه [انظر تصرف البخاري في مثل ذلك؛ في الجمع بين حديثين في كل منهما علة، إحداهما في الإسناد والأخرى في المتن، أو كلاهما في الإسناد، أو الجمع بين حديث من أرسله ومن وصله، وعدم إعلال الموصول بحديث المرسل، كمثل ما وقع في حديث بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، وقوله لهما:"يسرا ولا تعسرا": راجع صحيح البخاري (٣٨٢ - ٣٨٤ و ٦٦٣ و ١٣٥٨ و ١٣٥٩ و ١٦٢٦ و ١٩٨٤ و ٣١٤٤ و ٤٣٢٠ و ٤٣٤٤ و ٥٤٥٤ و ٥٤٠٥ و ٦٢٤٣ و ٧٠٨٣) [وقد سبق أن تكلمت عن بعض هذه الأحاديث في موضعها من فضل الرحيم الودود (١/ ٧٤/ ٢١) و (٨/ ٥٧/ ٧١١) [وراجع الأحاديث المتقدمة التي راعيت فيها هذه القاعدة: (١٣٢٢) و (١٣٤٠) و (١٣٦٩) و (١٣٨٠)].
ج- وروى أبو بكر أحمد بن بشير [صدوق]، وأبو عقيل عبد الله بن عقيل [صدوق، قال أحمد في المسند:"صالح الحديث ثقة"]:
عن عمر بن حمزة [ليس بالقوي، علق له البخاري في المتابعات، وأخرج له مسلم في صحيحه. التهذيب (٣/ ٢٢٠)]، عن سالم، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد:"اللَّهُمَّ العن أبا سفيان، اللَّهمَّ العن الحارث بن هشام، [اللَّهُمَّ العن سهيل بن عمرو]، اللَّهُمَّ العن صفوان بن أمية"، فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (١٢٨)}، فتاب الله عليهم، فأسلموا فحسن إسلامهم.
أخرجه الترمذي (٣٠٠٤)، وأحمد (٢/ ٩٣/ ٥٦٧٤)، وابن جرير الطبري في تفسيره (٦/ ٤٧)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٣٥٥ و ١٣٥٦)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (١٥٢١ و ١٥٢٢)، والبيهقي في المعرفة (٣/ ١١٩/ ٣٩٤١ - ط قلعجي)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١١/ ٤٩٤) و (٢٤/ ١١٠) و (٧٣/ ٤٨) [التحفة (٥/ ٩٧/ ٦٧٨٠)، الإتحاف (٨/ ٣٤٨/ ٩٥٣١)، المسند المصنف (١٤/ ٢٦٢/ ٦٨٩٩)].
قال الترمذي:"هذا حديث حسن غريب، يستغرب من حديث عمر بن حمزة عن سالم عن أبيه، وكذا رواه الزهري عن سالم عن أبيه، لم يعرفه محمد بن إسماعيل من حديث عمر بن حمزة، وعرفه من حديث الزهري".
وقال البيهقي:"حديث صحيح" [الخلافيات (٣/ ١٤)].
وحسن إسناده ابن حجر في التغليق (٤/ ١١٠).
قلت: هو إسناد لا بأس به في المتابعات، وهو يقوي رواية حنظلة المرسلة، ويشهد لها بالاتصال، كما شهدت لها رواية الزهري، وقد تابع عمز بن حمزة فيه حنظلةَ على تسمية المبهمين، لا سيما وعمر بن حمزة من أهل بيت سالم، وأهل بيت الرجل أعلم