للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

"إن الله عَزَّ وَجَلَّ زادكم صلاة، فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الصبح، الوتر الوتر"؛ ألا وإنه أبو بصرة الغفاري.

قال أبو تميم: فكنت أنا وأبو ذر قاعدين، قال: فأخذ بيدي أبو ذر فانطلقنا إلى أبي بصرة، فوجدناه عند الباب الذي يلي دار عمرو بن العاص، فقال أبو ذر: يا أبا بصرة آنت سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ زادكم صلاة، فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الصبح الوتر الوتر"؟ قال: نعم، قال: أنت سمعته؟ قال: نعم، قال: أنت سمعته؟ قال: نعم.

وهو حديث غريب، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٤١٨).

ووجه الاستدلال به: أنه أطلق وقت الوتر إلى ما بعد طلوع الفجر، حتى يصلي فريضة الصبح.

٨ - حديث ابن عباس:

رواه أيوب بن سويد، عن عتبة بن أبي حكيم، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، عن عبد الله بن عباس، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعد العباس ذودًا من الإبل، فبعثني إليه بعد العشاء، وكان في بيت ميمونة بنت الحارث، فنام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتوسدت الوسادة التي توسدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنام غير كبير أو غير كثير، ثم قام عليه السلام فتوضأ فأسبغ الوضوء، وأقلَّ هِراقةَ الماء، ثم افتتح الصلاة، فقمت فتوضأت، فقمت عن يساره، وأخلف بيده فأخذ بأذني فأقامني عن يمينه، فجعل يسلم من كل ركعتين، وكانت ميمونة حائضًا، فقامت فتوضأت، ثم قعدت خلفه تذكر الله، فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أشيطانُكِ أقامَكِ؟ "، قالت: بأبي وأمي يا رسول الله، ولي شيطان؟ قال: "إي، والذي بعثني بالحق! ولي، غير أن الله أعانني عليه، فأسلم"، فلما انفجر الفجر قام فأوتر بركعة، ثم ركع ركعتي الفجر، ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى أتاه بلال فآذنه بالصلاة.

قلت: هذا حديث منكر، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٣٦٧).

* وصح أيضًا: عن ابن عباس فعله موقوفًا عليه؛ أنه أوتر بعد طلوع الفجر، وأنه كان يوتر عند الإقامة [أخرجه عبد الرزاق (٣/ ١٠/ ٤٥٩٦)، وابن أبي شيبة (٢/ ٨٤/ ٦٧٥٣) (٤/ ٤٧٨/ ٦٩٢١ - ط الشثري)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ١٩٢/ ٢٦٧٧)].

• وروي عن ابن عباس أيضًا فعله موقوفًا عليه، من وجه آخر لا يثبت [أخرجه ابن المنذر في الأوسط (٥/ ١٩٢/ ٢٦٧٨)، والبيهقي (٢/ ٤٨٠)، [وفي إسناده: عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو: ضعيف، شبه المتروك].

* وقد روي عن عدد من الصحابة [غير من تقدم ذكرهم] إجازة الوتر بعد طلوع الفجر، وقبل صلاة الصبح، مثل: ابن عباس، وعبادة بن الصامت، وسعد بن أبي وقاص، وأبي الدرداء، وعبد الله بن عامر بن ربيعة [أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٤٥٩٢ و ٤٥٩٤ و ٤٥٩٦ و ٤٦٠٤ و ٤٦٠٩ و ٤٦١٠)، وابن أبي شيبة (٢/ ٨٤/ ٦٧٥١ و ٦٧٥٢)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ١٩٢/ ٢٦٨٠)، والبيهقي (٢/ ١٤٨٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>