أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٥/ ٢٤٤/ ٢٧٧٣)، وعلقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٦/ ٣٠٤٢/ ٧٠٤٤).
واختلف فيه على ابن عجلان: انظر ما أخرجه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (٢/ ٣٣٠ / ٩٢٨)، والطبراني في الأوسط (٢/ ٣١١/ ٢٠٧١).
وليس المقصود هنا تخريج حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا:"كل مسكر حرام"، وإنما المقصود بيان كون الحديث محفوظًا من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
° وإنما انفرد أبان بن عبد الله هنا عن عمرو بن شعيب على كثرة أصحابه بهذه القصة الغريبة التي لم يشركه فيها أحد من الثقات، بل المعروف عن الثقات خلاف ذلك؛ فإن الذي دخل يتفقد حال امرأة عبد الله بن عمرو إنما هو أبوه عمرو لا أبوها، وأن الذي شكاه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضًا إنما هو أبوه عمرو لا أبوها.
فقد روى أبو عوانة، عن مغيرة بن مقسم، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، قال: أنكحني أبي امرأة ذات حسب، فكان يتعاهد كَنَّته، فيسألها عن بَعلها فتقول: نعم الرجل من رجلٍ لم يطأ لنا فراشًا، ولم يفتِّش لنا كنفًا منذ أتيناه، فلما طال ذلك عليه ذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:"القَني به"، فلقيته بعد، فقال:"كيف تصوم؟ " قال: كل يوم، قال:"وكيف تختم؟ "، قال: كل ليلة، ... وذكر الحديث.
ورواه هشيم، عن حصين بن عبد الرحمن، ومغيرة الضبي، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو قال: زوجني أبي امرأةً من قريش، فلما دخلت عليَّ جعلتُ لا أنحاش لها، مما بي من القوة على العبادة، من الصوم والصلاة، فجاء عمرو بن العاص إلى كَنَّته، حتى دخل عليها، فقال لها: كيف وجدتِ بعلَك؟ قالت: خيرَ الرجال أو كخير البعولة من رجلٍ لم يفتش لنا كنفًا، ولم يعرف [وفي رواية ابن منيع: ولم يقرب، لنا فراشًا، فأقبل عليَّ، فعذَمني، وعضني بلسانه، فقال: أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب، فعضلتَها، وفعلتَ وفعلتَ، ثم انطلق إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فشكاني، فأرسل إلىَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتيته، فقال لي:"أتصوم النهار؟ "، قلت: نعم، قال:"وتقوم الليل؟ "، قلت: نعم، ... فذكر الحديث بطوله. وهو حديث صحيح.
وعليه: فإن هذا الحديث أيضًا يعدُّ من مناكير أبان بن عبد الله، والله أعلم.
٢٦ - وروى سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن أبي فراس؛ أنه سمع عبد الله بن عمرو، يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"صام نوح الدهر؛ إلا يوم الفطر ويوم الأضحى".
وفي رواية:"صام نوح الدهر؛ إلا يوم الفطر والأضحى، وصام داود نصف الدهر، وصام إبراهيم ثلاثة أيام من كل شهر، صام الدهر وأفطر الدهر".
أخرجه ابن ماجه (١٧١٤)، والبيهقي في الشعب (٦/ ٣٥٦/ ٣٥٦٣)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٢/ ٢٧٥ - ٢٧٦) [التحفة (٦/ ١٤٤/ ٨٩٤٩)، المسند المصنف (١٧/ ١٢٣/ ٨٠٠٣)].