أخرجه جعفر الفريابي في فضائل القرآن (١٥١)، قال: حدثنا أبو كامل به.
وهذا موقوف على عبد الله بن عمرو بإسناد صحيح، وعبد الواحد بن زياد البصري: ثقة، من أصحاب الأعمش، وافق أصحاب الأعمش في كثير من حديثه، وروايته عنه في الصحيحين، وقد يهم عليه أحيانًا [وقد تقدم ذكره مرارًا، وراجع مثلًا: الحديث رقم (٤٦٨ و ١٢٦١)].
وفي هذا الأثر إثبات دخول خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي الكوفي [وهو: ثقة] على عبد الله بن عمرو، وسماعه منه، كما له حديث آخر عند مسلم فيه إثبات السماع، وقد أثبت البخاري له السماع منه في تاربخه [انظر: التاريخ الكبير (٣/ ٢١٥)، التاريخ الأوسط (٣/ ١٥/ ٢٣ و ٢٤)، صحيح مسلم (٩٩٦)].
لكن يبقى الحديث غريبًا، مع صحة معناه، ومجيئه بإسناد ثابت من وجه آخر، يأتي ذكره ضمن طرق حديث عبد الله بن عمرو، والله أعلم.
* ولحديث عبد الله بن عمرو طرق أخرى كثيرة:
١ - رواه أبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد، وحجاج بن محمد المصيصي، وعبد الرزاق بن همام، ومحمد بن بكر البرساني، وروح بن عبادة [وهم ثقات، من أصحاب ابن جريج]:
عن ابن جريج: سمعت عطاء؛ أن أبا العباس الشاعر أخبره؛ أنه سمع عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - يقول: بلغ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أني أسرد الصوم وأصلي الليل، فإما أرسل إليَّ وإما لقيتُه، فقال:"ألم أُخبر أنك تصوم ولا تفطر، وتصلي [الليل]؟ [فلا تفعل]، فصم وأفطر، وقم ونم، فإن لعينك عليك حظًا، وإن لنفسك وأهلك عليك حظًا، [وصم من كل عشرة أيام يومًا، ولك أجر تسعةٍ] "، قال: إني لأقوى لذلك، قال:"فصم صيام داود -عليه السلام -" قال: وكيف [كان دواد يصوم]؟ قال:"كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، ولا يفر إذا لاقى"، قال: من لي بهذه يا نبي الله؟ قال عطاء: لا أدري كيف ذكر صيام الأبد، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا صام من صام الأبد" مرتين، وأعادها في رواية عبد الرزاق ثلاثًا.
أخرجه البخاري (١٩٧٧)، ومسلم (١١٥٩/ ١٨٦)، وأبو عوانة (٢/ ٢٢٣/ ٢٩٢٩) و (٢/ ٢٤٧/ ٣٠٣٢) و (٢/ ٢٤٨/ ٣٠٣٣)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ٢٣٧ / ٢٦٣٥)، والنسائي في المجتبى (٤/ ٢٠٦/ ٢٣٧٨) و (٤/ ٢١٥/ ٢٤٠١)، وفي الكبرى (٣/ ١٨٤/ ٢٧٠٤) و (٣/ ١٩٣/ ٢٧٢٢)، وابن خزيمة (٣/ ٢٩٥/ ٢١٠٩)، وأحمد (٢/ ١٩٩)، وعبد الرزاق (٤/ ٢٩٤/ ٧٨٦٣). [التحفة (٦/ ٢١/ ٨٦٣٥)، الإتحاف (٩/ ٤٥٦/ ١١٦٦٨)، المسند المصنف (١٧/ ١٢٥/ ٨٠٠٥)].
قال مسلم:"أبو العباس السائب بن فروخ: من أهل مكة، ثقة عدل".
وقال النسائي:"أبو العباس الشاعر؛ اسمه السائب بن فروخ: ثقة، وابنه العلاء بن أبي العباس: يُروى عنه الحديث".