وقال الدارقطني في الأفراد: "غريب من حديث طلحة عنه، تفرد به حريش بن سليم" [أطراف الغرائب والأفراد (١/ ٦٠٨/ ٣٥٥٥)].
قلت: طلحة بن مصرف اليامي: ثقة فاضل مشهور، روى عنه جماعة من أقرانه المبرزين مثل إسماعيل بن أبي خالد، وزبيد بن الحارث اليامي، والأعمش، وروى عنه أيضًا جماعة من الثقات الحفاظ من أهل الكوفة وغيرهم، مثل: منصور بن المعتمر، ومسعر بن كدام، وشعبة، ورقبة بن مصقلة، وإدريس بن يزيد الأودي، ومالك بن مغول.
وقد تفرد عنه دونهم: الحريش بن سليم أبو سعيد الكوفي، قال أبو مسعود أحمد بن فرات: "نا أبو داود، قال: نا الحريش بن سليم؛ كوفي ثقة"، وقال أحمد: "كوفي، ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات، وأما قول ابن معين: "حريش بن سليم: ليس بشيء"؛ فيحمل على إرادة قلة روايته، وهو كذلك قليل الرواية [سؤالات الأثرم (٨٨٩)، المعرفة والتاريخ (٣/ ١٠٤)، الجرح والتعديل (٣/ ٢٩٢)، الثقات (٦/ ٢٤٥)، تاريخ أسماء الثقات (١٦٠)، المؤتلف للدارقطني (٢/ ٦٠٦)، إكمال مغلطاي (٤/ ٤٧)، التهذيب (١/ ٣٧٨)].
فأين الحريش بن سليم على قلة حديثه من ثقات أصحاب طلحة بن مصرف على كثرتهم وجمعهم لحديثه.
فهو غريب من حديث طلحة بن مصرف، كما قال الطبراني والدارقطني وأبو نعيم.
• ورواه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي الجرجاني الفقيه: ثقة حافظ إمام.
الأنساب (١/ ١٥٨)، السير (١٦/ ٢٩٢)، تاريخ الإسلام (٨/ ٣٥٣ - ط الغرب)، تذكرة الحفاظ (٣/ ٩٤٧)]: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي مطين، وهو: ثقة حافظ]: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني: صدوق حافظ؛ إلا أنه اتُّهم بسرقة الحديث. التهذيب (٤/ ٣٧٠)]: حدثنا أبو بكر بن عياش [ثقة، ساء حفظه لما كبر، وكتابه صحيح]، عن خيثمة، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "في كم تقرأ القرآن؟ "، قال: قلت: في كل ليلة، قال: "فلا تفعل، ولكن اقرأه في ثلاث".
أخرجه البيهقي في الشعب (٤/ ٣٠٣/ ١٩٨٢)، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الإمام الإسفراييني المهرجاني: ثقة. الأنساب (١/ ١٤٩)، المنتخب من السياق (٢٦٩)، السير (١٧/ ٣٥٣)، تاريخ الإسلام (٩/ ٢٩١ - ط الغرب)]، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي.
وهذا غريب من حديث أبى بكر بن عياش، ولا يرفع الغرابة عن حديث طلحة.
• ولخيثمة عن عبد الله بن عمرو أثر له فائدة متعلقة بالحديث:
فقد روى أبو كامل [الجحدري فضيل بن حسين، وهو: ثقة متقن]: حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: دخلت على عبد الله بن عمرو، وإنسان قد أخذ عليه المصحف، وهو يقرأ، فقلت: ما هذا؟ قال: أقرأ جزئي الذي أقوم به الليل.