البصرة: تابعي ثقة، وإلا فهو مجهول، وهو الأقرب]، عن عبد الله بن عمرو، قال: ذكرت للنبي - صلى الله عليه وسلم - الصوم، ... فذكر الحديث في الصيام، ولم يذكر القراءة.
فزاد الجريري في إسناده رجلًا، وزاد سليمان التيمي رجلين، واجتماع اثنين من الثقات على مطلق الزيادة، يجعل النفس تميل إلى إثبات الزيادة، وأن أبا العلاء لم يسمع هذا الحديث من عبد الله بن عمرو، لا سيما مع عدم الوقوف على ما يثبت له السماع.
فإن أبا العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير البصري: لم أقف له على سماع من عبد الله بن عمرو، ولم يُثبِت له أحدٌ علمته السماعَ من عبد الله، ولم يذكر له البخاري في تاريخه رواية عنه، وليس له في الكتب الستة، ولا في أطراف العشرة سوى هذا الحديث، بل لم أقف له على رواية عن عبد الله سوى هذا الحديث في الكتب المسندة [التحفة (٦/ ١٤٥/ ٨٩٥٠)، الإتحاف (٩/ ٦٤٠/ ١٢١١٠)، المسند المصنف (١٧/ ٤١٥/ ٨٢٤٩)].
وأبو العلاء مات سنة إحدى عشرة ومائة، وقيل قبلها، وكان أكبر من الحسن البصري بعشر سنين، وولد في خلافة عمر [التاريخ الكبير (٨/ ٣٤٥)، التهذيب (٤/ ٤١٩)].
فإذا كان يروي عن بلديه الذي أدركه؛ عمران بن حصين [ت سنة (٥٢)] بواسطة أخيه مطرف [وكان أكبر من أبي العلاء بعشر سنين]، فكيف بغير أهل بلده، وهو عبد الله بن عمرو [ت سنة (٦٥)] وكان بمصر والحجاز؛ لا سيما ومعنا قرينة عدم ذكر السماع، وأنه ليس له عنه رواية سوى هذا الحديث؛ ثم مع وجود الاختلاف عليه في إسناده.
لكن يبقى أن يقال: إذا كانت زيادة سليمان التيمي في الإسناد هي المحفوظة؛ فهل يصح الحديث أم لا؟ فالجواب: الشأن في ابن أبي ربيعة، وليس عندنا يقين بأنه الحارث المخزومي، ولم أقف على من ترجم لابن أبي ربيعة هذا، ولا يُعرف الحارث بالرواية عن عبد الله بن عمرو، ولا عنه: مطرف بن عبد الله بن الشخير.
كما أن موضع الشاهد: "لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث" لم يذكر في حديث التيمي، ولا في حديث الجويري.
ثم إن الشيخين قد أعرضا عن إخراج هذا الحديث بطرقه الثلاث، مع كونهما قد أخرجا قصة عبد الله بن عمرو هذه من طرق متعددة.
وكذلك فقد ثبت من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو؛ النهي عن الزيادة على السبع.
• رواه عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة، عن أبي سلمة، قال [يعني: يحيى بن أبي كثير]: وأحسبني قد سمعته أنا من أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقرإ القرآن في كل شهر"، قال: قلت: إني أجد قوةً، قال: "فاقرأه في عشرين ليلة"، قال: قلت: إني أجد قوةً، قال: "فاقرأه في سبعٍ، ولا تزد على ذلك".
أخرجه البخاري (٥٠٥٤)، ومسلم (١١٥٩/ ١٨٤). [تقدم برقم (١٣٨٨)].