قلت: وعليه: فهو ضعيف؛ إذ الجمهور على تضعيفه؛ لما له من المناكير عن المشاهير.
وسويد بن سعيد الحدثاني: صدوق في نفسه؛ إلا أنه تغير بعدما عمي، وصار يتلقن, فضعِّف بسبب ذلك.
• وهذا الحديث قد رواه بدون موضع الشاهد: أثبت أصحاب أبي إسحاق السبيعي: سفيان الثوري، وشعبة، وإسرائيل:
عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، عن علي، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان.
أخرجه الترمذي (٧٩٥)، وقد تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٣٧٦).
وهو حديث صحيح؛ وليس فيه هذه الزيادة التي انفرد بها سويد عن عبد الححيد بن الحسن الهلالي، والله أعلم.
٢ - حديث أبي ذر الغفاري:
رواه يعقوب بن إسحاق الحضرمي، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو، وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي، وعبد الله بن رجاء الغداني [وهم ثقات]، وداود بن المحبر [متروك، متهم بالوضع]:
ثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني أبو زميل [سماك بن الوليد الحنفي]، عن مالك بن مرثد، عن أبيه، قال: سألت أبا ذر، فقلت: أسأَلتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ليلة القدر؟ قال: نعم، كنتُ أسألَ الناسِ عنها - قال عكرمة: يعني أشبع سؤالاً -، قلت: يا رسول الله! أخبرني عن ليلة القدر، أفي رمضان هي، أو في غيره؟ قال: "في رمضان".
قلت: وتكون مع الأنبياء ما كانوا، فإذا رُفِعوا رُفِعتْ [وفي رواية ابن مهدي: فإذا قبض الأنبياء رُفعت، أم هي إلى يوم القيامة]؟ قال: "بل هي إلى يوم القيامة".
[ثم حدَّث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحدَّث، فاهتبلتُ غفلةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]، قلت: [بأبي وأمي] في أي رمضان هي؟ قال: "في العشر الأُول، أو في العشر الأواخر".
ثم حدَّث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحدَّثت، [فاهتبلتُ غفلةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]، فقلت: [بأبي أنت وأمي] يا رسول الله! في أي العشرين هي؟ قال: "التمسوها في العشر الأواخر، لا تسألني عن شيء بعدها".
ثم حدَّث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحدَّثت، [فاهتبلتُ غفلةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]، فقلت: [بأبي وأمي] يا رسول الله! أقسمتُ عليك بحقي عليك لتخبرني في أي العشر هي؟ فغضب عليَّ غضباً لم يغضب عليَّ قبلُ ولا بعدُ، ثم قال: "إن الله لو شاء لأطلعكم عليها، التمسوها في السبع الأواخر، لا تسألني عن شيء بعدها".
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٧/ ٣١١)، والنسائي في الكبرى (٣/ ٤٠٧/ ٣٤١٣)، وابن خزيمة (٣/ ٣٢١/ ٢١٧٠)، والحاكم (١/ ٤٣٧) (٢/ ٣٤٦/ ١٦١٣ - ط