للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

حدثنا عمر بن شبة: نا أبو عاصم، عن سماك بن حرب، عن ثعلبة، قال: كنت غلامًا على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-" [المراسيل (٦٥ - ١٦٣، تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ١٤٤/ ٦٠٨)].

وقال البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ١٧٤): "كان كبيرًا إمام بني قريظة، سمع عمر، وحارثة بن النعمان، وعن ابن عمر، سمع منه: ابن الهاد والزهري وابنه مالك"؛ فلم يثبت له الصحبة، ولا الرواية، ولا الرؤية، وتبعه على ذلك أبو حاتم، وذكره ابن حبان في ثقات النابعين، وذكره ابن سعد ومسلم في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة، وقال العجلي: "مدني، تابعي، ثقة وقال البيهقي عن هذا الحديث: "هذا مرسل حسن؛ ثعلبة بن أبي مالك القرظي: من الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة، ... ، وليست له صحبة لما [الطبقات الكبرى (٥/ ٧٩)، التاريخ الأوسط (١/ ٢٢٥/ ١٠٧٠)، الطبقات لمسلم (٦٥٦)، معرفة الثقات (١٩٦)، الجرح والتعديل (٢/ ٤٦٣)، الثقات (٤/ ٩٨)، تاريخ الإسلام (٦/ ٣٠٩)].

والذي يظهر لي أن هؤلاء الأئمة لم يعتمدوا قول مصعب الزبيري في مقارنته بعطية القرظي؛ فإنهم قد شهدوا لعطية بالصحبة [التاريخ الكبيو (٨/ ٧)، الجرح والتعديل (٦/ ٣٨٤)، الثقات (٣/ ٣٠٨)].

وذكر البرقي ثعلبة في فصل من أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-[إكمال مغلطاي (٣/ ٩٩)].

وممن عده في الصحابة بناء على روايته عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو اعتمادًا على قول ابن معين، أو اعتمادًا على ما حكاه مصعب الزبيري: أبو القاسم البغوي وابن قانع وابن منده وابن السكن وأبو نعيم وابن عبد البر والباوردي وغيرهم [معجم الصحابة لأبي القاسم البغوي (١/ ٤٤٤)، المعجم لابن قانع (١/ ١٢٣)، معرفة الصحابة لأبي نعيم (١/ ٤٩٠)، الاستيعاب (٢٧٧)، التعديل والتجريح (١/ ٤٥١)، الإنابة (١١٩)].

وقال ابن منده: "إمام بني قريظة، وكان كبيرًا، أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-، ... ، قال يحيى بن معين: له رؤية، وقال مصعب الزبيري: ثعلبة بن أبي مالك، سنه سن عطية القرظي، وقصته كقصته، تركا جميعًا فلم يقتلا" [معرفة الصحابة (١/ ٣٦٧)، فتح الباب (١٤٣٨)].

وقال ابن حجر في الإصابة (١/ ٥٢٢): "مختلف في صحبته"، ثم نقل كلام بعضهم ثم قال: "ومن يُقتل أبوه بقريظة، ويكون هو بصدد من يقتل لولا الإنبات؛ لا يمتنع أن يصح سماعه، فلهذا الاحتمال ذكرته هنا".

قلت: لو سلمنا لكلام مصعب الزبيري لجزمنا بصحبته، كما جزم الأئمة بصحبة عطية القرظي، لكن في عدم تسليم الأئمة بذلك ما يجعل النفس تتوقف عن الجزم له بالصحبة، وابن حجر نفسه لم يجزم بصحبته في التقريب، بل قال: "مختلف في صحبته، وقال العجلي: تابعي ثقة".

وعلى هذا: فالراجح أنه تابعي، كما قال بذلك البخاري ومسلم وأبو حاتم وابن سعد والعجلي وابن حبان والبيهقي، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>