قال البخاري وأبو حاتم:"روى عنه هقل بن زياد أحاديث مستقيمة كأنها من كتاب، وروى عنه عيسى بن يونس وإسحاق بن سليمان أحاديث مناكير كأنها من حفظه".
وقال ابن حبان في المجروحين:"منكر الحديث جداً، كان يشتري الكتب ويحدث بها، ثم تغير حفظه، فكان يحدث بالوهم فيما سمع من الزهري وغيره، فجاء رواية الراوين عنه إسحاق بن سليمان وذويه كأنها مقلوبة، وفي رواية الشاميين عند الهقل بن زياد وغيره أشياء مستقيمة تشبه حديث الثقات".
وقال الدارقطني:"ومعاوية الصدفي: ضعيف، حدثهم بالري بأحاديث من حفظه، وهم فيها على الزهري".
[انظر: التاريخ الكبير (٧/ ٣٣٦)، التاريخ الصغير (٢/ ١٥٤)، الجرح والتعديل (٨/ ٣٨٣)، المجروحين (٣/ ٣)، الضعفاء الكبير (٤/ ١٨٢)، الكامل (٦/ ٣٩٩)، الضعفاء والمتروكين (٥١١)، العلل للدارقطني (٦/ ٩٥/ ١٠٠٣)].
ج - ورواه حيوة بن شريح [واللفظ له]، ومحمد بن مصفى، وإسحاق بن راهويه، وعبد الوهاب بن نجدة [وهم ثقات]:
حدثنا بقية: حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"ليلة القدر في العشر البواقي من قامهن ابتغاء حسبتهن، فإن الله يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهي ليلة وتر تسع أو سبع أو خامسة أو ثالثة أو آخر ليلة". وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجةٌ، كان فيها قمراً ساطعاً، ساكنةً ساجيةً، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح، وإن أمارتها أن الشمس صبيحتها تخرج مستويةً ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر، لا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذٍ".
أخرجه أحمد (٥/ ٣٢٤)، وابن نصر في قيام رمضان (٢٥٢ و ٢٥٨ - مختصره)، والطبراني في مسند الشاميين (٢/ ١٦٦/ ١١١٩)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٤/ ٣٧٣)[وسنده محرف]، وفي الاستذكار (٣/ ٤١٧)، والضياء في المختارة (٨/ ٢٧٩/ ٣٤٢). [الإتحاف (٦/ ٤٦٥/ ٦٨٢٤)، المسند المصنف (١٠/ ٤٨٠/ ٥٠٢٨)].
قال أبو حاتم الرازي:"خالد بن معدان لم يصح سماعه من عبادة بن الصامت" [المراسيل لابن أبي حاتم (١٨٣)، تحفة التحصيل (٩٣)].
وقال ابن عبد البر في التمهيد:"هذا حديث حسن غريب، وبقية بن الوليد: ليس بمتروك، بل هو محتمل، روى عنه جماعة من الجلة، وهو من علماء الشاميين، ولكنه يروي عن الضعفاء، وأما حديثه هذا فمن ثقات أهل بلده، وأما إذا روى عن الضعفاء فليس بحجة فيما رواه، وحديثه هذا إنما ذكرنا أنه حديث حسن؛ لا يدفعه أصل، وفيه ترغيب، وليس فيه حكم".
وقال في الاستذكار:"هذا حديث حسن، حديث غريب، وهو من حديث الشاميين، رواته كلهم ثقات، وبقية إذا روى عن الثقات فليس بحديثه بأس".