أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ليلة القدر؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "في رمضان؛ فالتمسوها في العشر الأواخر، فإنها في وتر: في إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين، أو سبع وعشرين، أو تسع وعشرين، أو في آخر ليلة [من رمضان]، فمن قامها ابتغاءها إيماناً واحتساباً، ثم وفقت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر".
أخرجه أحمد (٥/ ٣١٨ و ٣٢١ و ٣٢٤)، والهيثم بن كليب الشاشي في مسنده (٣/ ٢٠١/ ١٢٨٨ و ١٢٨٩)، والطبراني في الكبير (٣/ ٥٠٩/ ٥٧٨٠ - جامع المسانيد)، والخطيب في الموضح (٢/ ٣٢٨). [جامع المسانيد (٣/ ٥٠٩/ ٥٧٨٠ - ٥٧٨٢)، المسند المصنف (١٠/ ٤٧٩/ ٥٠٢٧)].
وهذا حديث شاذ بهذا السياق، لا سيما زيادة:"وما تأخر" في آخره، وزيادة:"أو في آخر ليلة من رمضان".
راويه عن عبادة: مجهول، ولا يُعرف له سماع من عبادة، فإن عمر بن عبد الرحمن: لا يُعرف إلا بهذا الإسناد، وبهذا الحديث، لم يرو عنه سوى ابن عقيل، وذكره ابن حبان في الثقات على عادته، وقال:"عمر بن عبد الرحمن وليس بابن عوف، يروي عن عبادة بن الصامت، روى عنه عبد الله بن محمد بن عقيل" [التاريخ الكبير (٦/ ١٧١)، الجرح والتعديل (٦/ ١٢٠)، الثقات (٥/ ١٥١)، الثقات لابن قطلوبغا (٧/ ٣٠١)].
وعبد الله بن محمد بن عقيل: سبق الكلام عليه مراراً [انظر مثلاً: الأحاديث المتقدمة برقم (٦١ و ١٢٦ و ٢٨٧ و ٦٣٠)، وانظر: فضل الرحيم (٣/ ٣٤٨/ ٢٨٧)]، وأن حديثه إنما يُقبل أو يُرد بحسب القرائن، وهو حسن الحديث إذا لم يخالف، ولم يختلف عليه في الإسناد أو المتن، وقد أُتي من سوء حفظه واضطرابه في الأسانيد، وهذا الحديث وإن لم يختلف عليه فيه، فإن ابن عقيل ممن لا يحتج به إذا تفرد بأصل وسنة.
ب - ورواه إسحاق بن سليمان [الرازي: ثقة]، قال: سمعت معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن محمد بن عبادة بن الصامت [مجهول]، عن أبيه؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال:"ليلة القدر في رمضان، من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، وهي ليلة وتر لثالثة أو خامسة أو رابعة أو تاسعة، ومن أمارتها أنها ليلة بلجة، صافية ساكنة، لا حارة ولا باردة، كأن فيها قمراً، ولا يحل لنجم أن يرمى به في تلك الليلة حتى الصباح، ومن أمارتها - يعني: علامتها - أن الشمس تطلع صبيحتها مستوية لا شعاع لها، كأنها القمر ليلة البدر، وحرم الله على الشيطان أن يخرج معها".
أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (١/ ٣٨٦)، ومن طريقه: البيهقي في الشعب (٦/ ٢٤٧/ ٣٤٢٠)، والخطيب في تلخيص المتشابه في الرسم (١/ ٩٨).
قال البيهقي بأن في إسناده ضعفاً.
قلت: هو حديث منكر؛ باطل من حديث الزهري، تفرد به عنه: معاوية بن يحيى الصدفي، وهو: ضعيف، روى عنه إسحاق بن سليمان الرازي أحاديث منكرة [التهذيب (٤/ ١١٣)].