للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال: فقال لي يومًا لما يرى من خفتي وخدمتي إياه: "سلني يا ربيعة أعطك"، قال: فقلت: أنظر في أمري يا رسول اللّه! ثم أعلمك ذلك، قال: ففكرت في نفسي فعرفت أن الدنيا منقطعة زائلة، وأن لي فيها رزقًا سيكفيني ويأتيني، قال: فقلت: أسأل رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - لآخرتي، فإنه من الله - عَزَّ وَجَل - بالمنزل الذي هو به، قال: فجئت فقال: "ما فعلت يا ربيعة؟ "، قال: فقلت: نعم يا رسول الله! أسألك أن تشفع لي إلى ربك فيعتقني من النار، قال: فقال: "من أمرك بهذا يا ربيعة؟ "، قال: فقلت: لا واللّه الذي بعثك بالحق! ما أمرني به أحد، ولكنك لما قلتَ: "سلني أعطك"، وكنتَ من الله بالمنزل الذي أنتَ به؛ نظرتُ في أمري، وعرفتُ أن الدنيا منقطعة وزائلة، وأن لي فيها رزقًا سيأتيني، فقلت: أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لآخرتي، قال: فصمَتَ رسولُ اللّه - صلى الله عليه وسلم - طويلًا، ثم قال لي: "إني فاعلٌ، فأعني على نفسك بكثرة السجود". لفظ إبراهيم

أخرجه أحمد (٤/ ٥٩)، والطبراني في الكبير (٥/ ٥٧/ ٥٧٦ ٤)، وفي الدعاء (٧٧٤)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٢/ ١٠٨٩/ ٢٧٥١)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤/ ٣١٩)، [الإتحاف (٤/ ٥٠٥/ ٤٥٧٨)، المسند المصنف (٨/ ٩٠/ ٣٩٧٧)].

قلت: وهذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات، رجال مسلم، وقد صرح فيه محمد بن إسحاق بالتحديث.

وحديث ابن إسحاق هذا يرد قول الدارقطني في الأفراد عن هذا الحديث: "تفرد به يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن ربيعة بن كعب الأسلمي" [أطراف الغرائب والأفراد (١/ ٣٨٤/ ٢٠٨٣)] [وانظر: الإلزامات (١٢٧)].

* ورواه ابن لهيعة: ثنا محمد بن عبد الله بن مالك، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي فراس الأسلمي، قال: إن فتى منا يلزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويخف له في حاجته، فخلا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم، فقال: "سلني أعطك"، فقال: ادع الله أن يجعلني معك يوم القيامة، قال: "فإني فاعل، فأعني بكثرة السجود".

أخرجه ابن منيع في مسنده (٧/ ١٢٨/ ٦٥٠٦ - إتحاف الخيرة)، والدولابي في الكنى (١/ ١٤٢/ ٢٨٧)، وأبو نعيم في الحلية (٢/ ١٨).

وهذا إسناد ضعيف؛ ابن لهيعة: ضعيف، ومحمد بن عبد الله بن مالك الداري المدني: روى عنه ابن لهيعة وعطاف بن خالد، وذكره ابن حبان في الثقات؛ فهو ليس بالمشهور [التاريخ الكبير (١/ ١٢٧)، الجرح والتعديل (٧/ ٣٠٤)، الثقات (٥/ ٣٦١)، التعجيل (٩٤٥)]، وفي سنده انقطاع؛ فإن محمد بن عمرو بن عطاء إنما يرويه عن نعيم بن مجمر، عن ربيعة بن كعب، ويكنى بأبي فراس.

* وروي عن محمد بن عمرو بن عطاء به، من وجه آخر أشد ضعفًا، رواه عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب الحمصي، وهو: متروك، منكر الحديث، لم يرو عنه غير إسماعيل بن عياش [التهذيب (٢/ ٥٩٠)، الميزان (٢/ ٦٣٢)، الكامل (٥/ ٢٨٥)].

<<  <  ج: ص:  >  >>