ب- وروى عفر بن ذر المرهبي [كوفي، ثقة]، قال: أخبرنا عطاء بن أبي رباح؛ أن عائشة كانت تصلي في السفر المكتوبة أربعًا.
أخرجه البيهقى (٣/ ١٤٢).
قال ابن عبد الهادي في التنقيح (٢/ ٤٨): "والصحيح عن عائشة أنها كانت تتم: موقوفًا".
* وقد روي اتمامها في السفر من طرق أخرى:
أ- معمر بن راشد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قال: كانت تصوم في السفر، وتصلي أربعًا، وكانت تتم.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٥٦١/ ٤٤٦١) [راجع تخريجه تحت الحديث رقم (١١٩٨)].
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، موقوف عليها من فعلها.
ب- وروى ابن عون، قال: قدمت المدينة فأدركت ركعة من العشاء، فصنعت شيئًا برأي، فسألت القاسم بن محمد؟ فقال: أكنت ترى أن اللَّه يعذبك لو صليت أربعًا؟ كانت أم المؤمنين عائشة -رضي اللَّه عنها- تصلى أربعًا، وتقول للمسلمون [كذا] يصلون أربعًا.
أخرجه الطحاوي (١/ ٤٢٤).
وإسناده صحيح، موقوف على عائشة.
ج- وروى هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة؛ أنها كانت تصلي في السفر أربعًا، فقلت لها: لو صليتِ ركعتين؟ قالت: يا ابن أختي إنه لا يشق عليَّ.
تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١١٩٨)، وهو حديث غريب.
• والذي صح في ذلك: أن عائشة تأولت ما تأول عثمان، وأنه لم يكن عندها في ذلك سنة، وإنما كان اجتهادًا منها، أخبر بذلك أحد أثبت أصحابها وابن أختها:
فقد سأل الزهريُّ عروةَ بن الزبير، فقال: ما بال عائشة تتم في السفر [وقد علمت أن اللَّه عز وجل إنما فرضها ركعتين]؟ قال: إنها تأولت ما تاول عثمان [من إتمام الصلاة بمنى].
روى ذلك عن الزهري جماعة من أصحابه، منهم: معمر بن راشد، وسفيان بن عيينة، وابن جريج، وتقدم ذكر طرقهم تحت الحديث رقم (١١٩٨).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه تعالى: "فهذه عائشة تخبر بأن صلاة السفر ركعتان، وابن أختها عروة أعلم الناس بها يذكر أنها أتمت بالتأويل، لم يكن عندها بذلك سنة" [مجموع الفتاوى (٢٤/ ٨)].
* ومن ذلك: ما حكته عائشة من أن ذلك كان لأجل الخوف:
فقد روى أبو عاصم عمران بن محمد الأنصاري: حدثنا عبد الكبير بن عبد المجيد: حدثنا عمر بن عبد اللَّه بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، قال: سمعت أبي يقول: سمعت عائشة، تقول في السفر: أتموا صلاتكم، فقالوا: إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان