للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أول غزوة غزاها؟ قال: ذات العسيرة، أو ذات العشيرة [وفي صحيح مسلم: ذات العُسير، أو: العُشير].

أخرج منه موضع الشاهد في الاستسقاء: مسلم (١٢٥٤/ ١٤٣ - الجهاد والسير). وأبو عوانة (٤/ ٣٥٦/ ٦٩٥٦)، وابن حبان (١٤/ ١٩٣/ ٦٢٨٣)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٣/ ١٠)، والطحاوي (١/ ٣٢٦)، والطبراني في الكبير (٥/ ١٨٧/ ٥٠٤٢)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١١٧٠/ ٢٩٦٨)، والبيهقي (٣/ ٣٤٨).

قلت: وسفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج: هما أثبت أصحاب أبي إسحاق السبيعي، وأقدمهم منه سماعًا، وقولهما هو الصواب؛ وذلك خلافًا لرواية زهير بن معاوية، وهو ممن تأخر سماعه من أبي إسحاق:

• رواه زهير بن معاوية، فرواه عن أبي إسحاق، قال: خرج عبد اللَّه بن يزيد الأنصاري، وخرج معه البراء بن عازب، وزيد بن أرقم -رضي اللَّه عنهم-، فاستسقى، فقام بهم على رجليه على غير منبر، فاستغفر، ثم صلى ركعتين، يجهر بالقراءة، ولم يؤذن ولم يقم.

قال أبو إسحاق: ورأى عبد اللَّه بن يزيد الأنصاري النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وفي رواية ابن الجعد عن زهير: خرج عبد اللَّه بن يزيد الأنصاري يستسقي، وخرج فيمن خرج معه يومئذ البراء بن عازب وزيد بن أرقم، وكنت فيمن خرج معه، فقام قائمًا على رجليه، فاستسقى واستغفر، ثم صلى ركعتين، ونحن خلفه يجهر فيهما بالقراءة، ولم يؤذن ولم يقم.

ووقع في بعض الروايات: وصلى ركعتين، بواو العطف، بدل: ثم.

وتحرفت "رجليه" إلى "راحلته"، في رواية الطحاوي.

أخرجه البخاري في الصحيح (١٠٢٢)، وفي التاريخ الأوسط (١/ ١٦٥/ ٧٥٤ و ٧٥٥)، والبلاذري فى أنساب الأشراف (٧/ ٧)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (٢٥٥٩)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢٩٧/ ٢٨٩٣)، والطحاوي (١/ ٣٢٦)، وأبو نعيم في الحلية (٤/ ٣٤٤)، والبيهقي (٣/ ٣٤٩).

هكذا جعل زهير الاستسقاء قبل الصلاة، وجعله الثوري وشعبة بعد الصلاة، وقولهما هو الصواب، واللَّه أعلم.

والبخاري لما أخرج هذا الحديث ترجم له بقوله: باب الدعاء في الاستسقاء قائمًا، فاحتج به على القيام في الاستسقاء، وهذا يدل على عدِّه عبد اللَّه بن يزيد الخطمي في جملة الصحابة [وانظر: صحيح البخاري (٢٤٧٤ و ٥٥١٦)، والتاريخ الكبير (٥/ ١٣)، والتهذيب (٢/ ٤٥٦)]، وإقرار البراء بن عازب وزيد بن أرقم له على ذلك يزيده قوة، وأما موضع الخطبة أو الاستسقاء من الصلاة، قبلها أم بعدها؛ فلم يتطرق إلى ذلك البخاري في صحيحه بشيء من التراجم، وإخراجه للروايات الدالة على تقديم الاستسقاء على الصلاة، مثل حديث عبد اللَّه بن يزيد هذا، وحديث ابن أبي ذئب عن الزهري عن عباد بن تميم عن

<<  <  ج: ص:  >  >>