ابن الزبير خرج يستسقي بالناس، فخطب، ثم صلى بغير أذان ولا إقامة، قال: وفي الناس يومئذ البراء بن عازب، وزيد بن أرقم.
أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٨٦/ ٤٨٩٩)، ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط (٤/ ٣١٨/ ٢٢٢١).
* خالفه جماعة من أصحاب الثوري:
• فقد رواه وكيع بن الجراح، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وقبيصة بن عقبة [وهم ثقات]، ومحمد بن الحسن الشيباني [ضعيف]:
قال وكيع: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، قال: خرجنا مع عبد اللَّه بن يزيد الأنصاري نستسقي، فصلى ركعتين، وخلفه زيد بن أرقم.
ورواه قبيصة، عن سفيان، عن أبي إسحاق، قال: بعث عبد اللَّه بن الزبير إلى عبد اللَّه بن يزيد الخطمي؛ أن استسقِ بالناس، فخرج وخرج الناس معه، وفيهم زيد بن أرقم والبراء بن عازب.
أخرجه محمد بن الحسن الشيباني في الحجة (١/ ٣٣٩)، وابن أبي شيبة (٢/ ٢٢١/ ٨٣٣٨) و (٧/ ٣١٥/ ٣٦٤٢٩)، والسري بن يحيى في حديثه عن شيوخه عن الثوري (٤٠)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٣/ ١٠) (٢/ ٥١٣ - الفتح لابن حجر).
• ورواه عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السبيعي؛ أن ابن الزبير بعث إلى عبد اللَّه بن يزيد -هو الخطمي- أن يستسقيَ بالناس، فخرج فاستسقى بالناس، وفيهم البراء بن عازب وزيد بن أرقم، فصلى ثم خطب.
علقه ابن حزم في المحلى (٥/ ٩٤).
فتبين بذلك أن رواية عبد الرزاق وهمٌ، وأن الذي استسقى بهم هو عبد اللَّه بن يزيد الخطمي بأمر ابن الزبير، وأنه خطب بعد الصلاة.
قال ابن حجر في الفتح (٢/ ٥١٣) عن رواية عبد الرزاق: "وقوله: إن ابن الزبير هو الذي فعل ذلك: وهمٌ، وإنما الذي فعله هو عبد اللَّه بن يزيد بأمر ابن الزبير، وقد وافق قبيصةَ عبدُ الرحمن بن مهدي عن الثوري على ذلك".
• قلت: وابن مهدي من أثبت أصحاب الثوري، وتابعه على هذه الرواية شعبة بن الحجاج:
• فقد رواه شعبة [وعنه: غندر محمد بن جعفر، ووهب بن جرير، ومسلم بن إبراهيم، وأبو الوليد الطيالسي، ومحمد بن كثير العبدي، وسليمان بن حرب، وبعضهم اختصر موضع الشاهد، واللفظ بتمامه لغندر]، عن أبي إسحاق، عن عبد اللَّه بن يزيد الأنصاري؛ خرج يستسقي بالناس، فصلى ركعتين، ثم استسقى، فلقيت يومئذ زيد بن أرقم، وليس بيني وبينه غير رجل، أو بيني وبينه رجل، قلت: كم غزا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال: تسع عشرة غزوة، قلت: كم غزوت أنت معه؟ قال: سبع عشرة [غزوة]، قلت: فما