* وله أسانيد أخرى عن عباد بن تميم:
١ - فقد روى وهب بن جرير [ثقة]، قال: أخبرنا شعبة، عن محمد بن أبي بكر، عن عباد بن تميم، عن عبد اللَّه بن زيد؛ أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- استسقى، فقلب رداءه.
أخرجه البخاري (١٠١١)، ووكيع في أخبار القضاة (١/ ١٧٧).
هكذا رواه إسحاق بن راهويه [وعنه: البخاري] [وكذا هو في نسخ البخاري، وفي التحفة (٥٢٩٧)]، ومحمد بن عبد اللَّه بن المبارك المخرمي [وعنه: وكيع القاضي محمد بن خلف بن حيان].
كلاهما [وهما: ثقتان حافظان]، روياه عن وهب بن جرير به، فقالا في إسناده: عن محمد بن أبي بكر.
* وتابع وهب بن جرير على هذا الوجه:
مؤمل بن إسماعيل [صدوق، كثير الخطأ]، وعمرو بن حكام [ضعيف. اللسان (٦/ ٢٠٠)]:
فروياه عن شعبة: ثنا محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عباد بن تميم، عن عمه؛ أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا استسقى قلب رداءه.
أخرجه أبو علي ابن شاذان في الأول من حديثه (٥٢)، وأبو نعيم في الحلية (٧/ ١٥٩)، والذهبي في السير (١٦/ ٣٥).
* وبهذا يتبين صحة الوجه الذي خرج به البخاري هذا الحديث؛ وأنه محفوظ من حديث محمد بن أبي بكر، وإنما وقع الوهم في رواية الطحاوي:
• فقد رواه الطحاوي (١/ ٣٢٤)، قال: حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا وهب، عن شعبة، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، به. هكذا جعله عن عبد اللَّه بن أبي بكر، بدلًا من محمد، فوهم وسلك الجادة؛ لشهرة الحديث عن عبد اللَّه بن أبي بكر، واللَّه أعلم.
والعهدة فيه على شيخ الطحاوي: إبراهيم بن مرزوق بن دينار البصري، نزيل مصر: صدوق، قال الدارقطني: "ثقة؛ إلا أنه كان يخطيء، فيقال له، فلا يرجع"، وكان قد عمي قبل موته [التهذيب (١/ ٨٦)، والميزان (١/ ٢١٤)] [وانظر في أوهامه: فضل الرحيم الودود (٨/ ١٦٠/ ٧٢٣)، وما تحت الحديث رقم (١٥٣٦)].
٢ - وروى وهيب بن خالد [ثقة ثبت]، ومحمد بن فليح [ما به بأس، ليس بذاك القوي]:
عن عمرو بن يحيى [المازني]، عن عباد بن تميم، عن عبد اللَّه بن زيد، قال: خرج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الى هذا المصلى يستسقي، فدعا واستسقى، ثم استقبل القبلة وقلب رداءه.
أخرجه البخاري (٦٣٤٣)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (١/ ٣٢٨/ ١٢١٠ - السفر الثاني). والطبراني في الدعاء (٢٢٠٠)، وأبو طاهر المخلص في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٢٦٦).