عنه على الصواب: عن حمزة بن المغيرة، ورواه حميد بن مسعدة وعمرو بن علي عن يزيد بن زريع على الصواب، وكذلك قال ابن أبي عدي عن حميد".
وقال أبو مسعود: "كذا يقول مسلم في حديث ابن بزيع عن ابن زريع: "عروة بن المغيرة"، وخالفه الناس فقالوا:"حمزة بن المغيرة" بدل: "عروة بن المغيرة" ا هـ[تحفة الأشراف (٨/ ٤٧٤ - ٤٧٥)].
هكذا نسب الوهم فيه إلى مسلم فلم يُصب، وإنما الواهم فيه ابن بزيع كما يفهم من كلام الدارقطني، فإن مسلمًا لم ينفرد بذلك عن ابن بزيع، بل تابعه فيه على هذا الوهم عبد الله بن محمد بن شيرويه [كما عند البيهقي (٣/ ٩٣)] فالتبعة فيه على ابن بزيع لا على مسلم، والله أعلم [وانظر: إكمال المعلم (٢/ ٨٨)، المنهاج للنووي (٣/ ١٧٠)، سنن البيهقي (٣/ ٩٣)].
وانظر فيمن وهم في هذا الإسناد على بكر بن عبد الله أو الحسن: مسند الطيالسي (٧٢٦)، مصنف ابن أبي شيبة (١/ ١٩٥٧/١٧٠)، مسند أحمد (٤/ ٢٤٧)، أمالي المحاملي (٢٥٠)، المعجم الأوسط للطبراني (٢/ ٢٣٤/ ١٨٤٠) و (٩/ ٥١/ ٩١١٠)، علل الدارقطني (٧/ ١٠٣/ ١٢٣٦)، سنن البيهقي (١/ ٢٩٢)، تاريخ دمشق (٣٥/ ٢٥٨ و ٢٥٩).
• قال النسائي في السنن الكبرى (١/ ١١٥ - ط الرسالة): "وقد روى هذا الحديث إسماعيل بن محمد بن سعد عن حمزة بن المغيرة، ولم يذكر العمامة".
قلت: بكر بن عبد الله المزني: ثقة ثبت، جليل فقيه، يدري ما يقول، وهو حافظ يعتمد على حفظه وضبطه، فزيادته مقبولة.
• ولم ينفرد بكر بن عبد الله المزني بهذه الزيادة من حديث المغيرة:
فقد رواه محمد بن سيرين، عن عمرو بن وهب الثقفي، قال: كنا عند المغيرة بن شعبة، فسئل: هل أَمَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أحد من هذه الأمة غير أبي بكر؟ قال: نعم. قال: فزاده عندي تصديقًا الذي قرب به الحديث.
قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فلما كان من السحر ضرب عقب راحلتي فظننت أن له حاجة، فعدلت معه، فانطلقنا حتى برزنا عن الناس، فنزل عن راحلته، ثم انطلق فتغيب عني حتى ما أراه، فمكث طويلًا ثم جاء، فقال:"حاجتك يا منيرة؟ " قلت: ما لي حاجة، فقال:"هل معك ماء؟ " قلت: نعم، فقمت إلى قربة -أو قال: سطيحة- معلقة في آخرة الرحل فأتيته بها، فصببت عليه، فغسل يديه فأحسن غسلهما، قال: وأشك أقال: دلكها بالتراب أم لا؟، ثم غسل وجهه، ثم ذهب يحسر عن يده، وعليه جبة شامية ضيقة الكُم، فضاقت، فأخرج يديه من تحتها إخراجًا، فغسل وجهه ويديه -قال: فيجيء في الحديث غسل الوجه مرتين، فلا أدرى أهكذا كان أم لا-، ثم مسح بناصيته، ومسح على العمامة، ومسح على الخفين، ثم ركبنا فأدركنا الناس، وقد أقيمت الصلاة، فتقدمهم عبد الرحمن بن عوف، وقد صلى بهم ركعة، وهم في الثانية، فذهبت أوذنه فنهاني، فصلينا الركعة التي أدركنا وقضينا التي سُبقنا.