زياد بن أبي سفيان: معروف النسب عند أهل النسب"، وهو أمير مشهور، ليس بمجهول، احتج به مسلم وابن خزيمة والنسائي وغيرهما، ولم ينفرد بحديثه هذا عن عروة، بل تابعه عليه عامر بن شراحيل الشعبي ونافع بن جبير، ولم يخالف الثقات فيما روى، بل جاء بالخبر على سننه، فحرى به أن يوثق، والله أعلم [انظر: التاريخ الكبير (٦/ ٣٢)، الجرح والتعديل (٦/ ٨٠)، الثقات (٧/ ١٥٨)، تاريخ دمشق (٢٦/ ٢٢٨)، الميزان (٢/ ٣٦٦)، التهذيب (٤/ ١٨٣)، إكمال مغلطاي (٧/ ١٦٧)].
ومما يؤكد أن إسناده صحيح، لا مغمز فيه: قول ابن أبي حاتم في العلل (١/ ٣٣ - ٣٤/ ٦٥):) سمعت أبي يقول: سألنا إبراهيم بن موسى، فقال: أي حديث في المسح على الخفين أصح؟
فسكتنا، فقال هو: حديث الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن المغيرة.
فقلت أنا له: حديث حجازي. قال: ما هو؟ قلت: حديث يحيى بن سعيد، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن عروة بن المغيرة، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسكت.
قال أبي: الآن أقول: حديث الزهري، عن عباد بن زياد، وإسماعيل بن محمد بن سعد، عن عروة وحمزة ابني المغيرة بن شعبة، عن أبيهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".
فهذا أبو حاتم يرى إسناده أصح حديث في المسح، والله أعلم.
***
١٥٠ - قال أبو داود: حدثنا مسدد: حدثنا يحيى -يعني: ابن سعيد- (ح) وحدثنا مسدد: حدثنا المعتمر، عن التيمي: حدثنا بكر، عن الحسن، عن ابن المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بن شعبة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ، ومسح ناصيته، وذكر: فوق العمامة.
قال عن المعتمر: سمعت أبي يحدث عن بكر بن عبد الله، عن الحسن، عن ابن المغيرة بن شعبة، عن المغيرة: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يمسح على الخفين، وعلى ناصيته، وعلى عمامته.
قال بكر: وقد سمعته من ابن المغيرة.
• حديث صحيح.
أخرجه من طريق سليمان التيمي عن بكر بن عبد الله المزني به:
مسلم (٢٧٤/ ٨٢ و ٨٣)، وأبو عوانة (١/ ٢١٨/ ٧١١ - ٧١٣)، وأبو نعيم في المستخرج (١/ ٣٣١/ ٦٣٧)، والترمذي (١٠٠)، والنسائي (١/ ٧٦/ ١٠٧)، وابن حبان (٤/ ١٧٦/ ١٣٤٦)، وابن الجارود (٨٣)، وأحمد (٤/ ٢٥٥)، وابن أبي شيبة (١/ ٢٩/ ٢٢٩)