على الخفين، فلما فرغ مما عنده من الحديث، التفت إليَّ فقال: وحدثني عن حمزة بن المغيرة، ثم مضى في حديثي حتى فرغ منه" [مسند الحميدي (٢/ ٣٣٤)].
• قلت: ولعل هذه القصة تبين لنا سبب الوهم الذي وقع من بعض أصحاب الزهري: عقيل بن خالد ويونس بن يزيد، لما جمعا في الإسناد على الزهري: عروة وحمزة، وقالا: عن ابن شهاب: حدثنا عباد بن زياد، عن عروة بن المغيرة وحمزة بن المغيرة: أنهما سمعا المغيرة بن شعبة به. كما تقدم ذكره.
ويمكن حمله وتفسيره على أن الزهري لما فرغ من حديث عباد عن عروة، أتبعه بحديث إسماعيل عن حمزة، لكنه لم يقل: وحدثني إسماعيل عن حمزة، واكتفى بالالتفات والنظر إلى إسماعيل وهو حاضر في المجلس، فقال: وحدثني عن حمزة، مشيرًا بذلك إلى أنه هو الذي حدثه عن حمزة، ولم يصرح باسمه، فلم ينتبه بعضهم إلى هذه الإشارة والالتفاتة، فظن أن الزهري أراد أن الذي حدثه به عن حمزة هو عباد، فاختصر الحديث بعد ذلك، وقرنهما في سياق واحد، والله أعلم.
• وممن وهم في متن هذا الحديث وإسناده وهمًا فاحشًا:
عبد الله بن عمر بن أبي أمية، قال: ثنا فليح بن سليمان، عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن عروة بن المغيرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لم يمت نبيٌّ حتى يؤمَّه رجلٌ من قومه".
أخرجه الحاكم (١/ ٢٤٣) وصححه. والدارقطني (١/ ٢٨٢).
وهذا حديث منكر سندًا ومتنًا.
قال الدارقطني: "ابن أبي أمية: ليس بقوي" [وانظر: الميزان (٢/ ٣٩٣)، اللسان (٣/ ٣٢٥)].
وقد رواه الأئمة الحفاظ المتقنون: ابن شهاب، وسفيان بن عيينة، كلاهما: عن إسماعيل بن محمد، عن حمزة بن المغيرة، عن أبيه، بغير هذا السياق، من فعله - صلى الله عليه وسلم -، لا من قوله، أنه صلى خلف عبد الرحمن بن عوف.
• ولابن أبي أمية هذا فيه إسناد آخر، ولا يصح أيضًا:
أخرجه الحارث بن أبي أسامة (٩٨٨ - زوائده) (١٦/ ٢٣٣/ ٣٩٧٩ - مطالب)، ومن طريقه: أبو موسى المديني في اللطائف (٢)، وقال: "هذا حديث غريب، لم نكتبه إلا بهذا الإسناد".
• وأما رجال الأسانيد المتقدمة:
فإن عروة وحمزة ابني المغيرة بن شعبة، وإسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص: ثقات.
وأما عباد بن زياد بن أبي سفيان: فقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن المديني: "روى الزهري عن عباد بن زياد، وهو رجل مجهول، لم يرو عنه غير الزهري"، قلت: روى عنه أيضًا: مكحول الشامي، وقال عنه مسلم في التمييز (١٧١): "عباد بن