للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أخرجه ابن جرير في تفسيره (٤/ ٤٦١/ ١١٤١٥)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ٢٩٨/ ٦٦٤).

وخالد بن إلياس: متروك الحديث [التقريب (٢٨٤)].

لكن روى ابن عدي في كامله (٣/ ٢٢) قال: ثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي: ثنا أحمد بن محمد بن سوار: ثنا أبو أحمد الزبيري، عن خالد بن سلمة، عن عبد الله بن رافع، عن أم سلمة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا توضأ خلل لحيته.

فيظهر ببادئ النظر: أن خالد بن إلياس لم ينفرد بهذا الحديث، بل تابعه خالد بن سلمة، المعروف بالفأفاء، وهو صدوق، لكن عند إنعام النظر في هذا الإسناد يظهر الأمر بخلاف ذلك.

أحمد بن محمد بن سوار: لم أجد من ترجم له، لكني وجدت من طبقته: أحمد بن محمد بن سوادة، فلعله تصحف عنه، وابن سوادة هذا قال فيه الدارقطني: "كوفي يعتبر بحديثه، ولا يحتج به"، فتعقبه الخطيب بقوله: "ما رأيت أحاديثه إلا مستقيمة؛ فالله أعلم" [تاريخ بغداد (٥/ ١٠)، الجرح والتعديل (٢/ ٧٣)، اللسان (١/ ٢٩٢)].

ثم محمد بن محمد بن سليمان الباغندي: حافظ مشهور؛ إلا أنه قد عيب عليه أمور:

منها: أنه كان كثير الغلط، ذكر الدارقطني أنه أخطأ في اسم راوٍ فجعل سيارًا: عبد الله بن أبي السفر، قال الدارقطني: "وابن الباغندي حدث من حفظه فغلط. قال: وكان كثير الغلط، وله مثل هذا كثير"، وقال الخطيب: "وبلغني أن عامة ما حدث به كان يرويه من حفظه"، وحكى عن هبة الله بن الحسن الطبري قوله: إن الباغندي كان يسرد الحديث من حفظه.

ومنها: أنه كان كثير التدليس، يحدث بما لم يسمع، وربما سرق بعض الأحاديث.

ومنها: التخليط، قال الدارقطني: "هو مخلط مدلس ... ، وهو كثير الخطأ".

ومنها: التصحيف، قال أبو بكر الإسماعيلي: "لا أتهمه في قصد الكذب، ولكنه خبيث التدليس، ومصحف أيضًا، أو قال: كثير التصحيف"، بل قد اتهمه بعضهم بالكذب [سؤالات السهمي (٣٤ و ٣٦ و ١٠٨)، سؤالات السلمي (٣٠٦)، تاريخ بغداد (٣/ ٢٠٩)، الكامل (٦/ ٣٠٠)، السير (١٤/ ٣٨٣)، تذكرة الحفاظ (٢/ ٧٣٦)، الميزان (٤/ ٢٦)، اللسان (٥/ ٤٠٧)].

وعلى هذا الغالب على الظن: أن الباغندي حدث بهذا الحديث من حفظه فغلط في اسم خالد بن إلياس، فجعل أباه سلمة، ذلك أن الحديث مشهور عن خالد بن إلياس، رواه عنه جماعة منهم: أبو معاوية، وعبيد الله بن موسى، ومعاوية بن هشام، فالحديث مشهور عن خالد بن إلياس، ولا يعرف عن خالد بن سلمة إلا من هذا الوجه الغريب، مما يرجح كون الباغندي أخطأ فيه، والله أعلم.

ويبقى الحديث على تفرد خالد بن إلياس به، وهو: متروك، فإسناده واهٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>