يرويه سفيان بن عيينة، وابن جريج، وشعبة بن الحجاج، ومسعر بن كدام، ومنصور: عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، يقول: أنبأنا رجل من ثقيف؛ أنه سمع منادي النبي - صلى الله عليه وسلم -، - يعني: في ليلة مطيرة في السفر - يقول:"حي على الصلاة، حي على الفلاح، صلوا في رحالكم". لفظ ابن عيينة، وإسناده متصل بذكر سماع بعضهم من بعض، كما في رواية ابن جريج وشعبة ومسعر ومنصور.
أخرجه النسائي في المجتبى (٢/ ١٤ - ١٥/ ٦٥٣)، وفي الكبرى (٢/ ١٦٢٩/٢٤١)، وأحمد (٣/ ٤١٥) و (٤/ ١٦٧ و ٣٤٦) و (٥/ ٣٧٠ و ٣٧٣)، وعبد الرزاق (١/ ٥٠١/ ١٩٢٥)، ومسدد في مسنده (٢/ ١١٦/ ١٣١٩ - إتحاف الخيرة)، وابن أبي شيبة في المسند (٩٦٨)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٣/ ٢٥٣/ ١٦١٥)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٤٧٤)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (١٦١٨ و ١٦١٩)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٦/ ٣١٥٨/ ٧٢٧٠ و ٧٢٧١)، وابن عبد البر في التمهيد (١٣/ ٢٧٢ و ٢٧٣).
وهذا سياق ابن عيينة للحديث، وتابعه عليه: ابن جريج، ومسعر، ومنصور، وهو يشعر بكون الثقفي هو الصحابي، وأنه حضر الواقعة ورواها، لذا ترجمه أبو نعيم في المعرفة بقوله:"عمرو بن أوس عن رجل من الصحابة".
لكن شعبة رواه عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، عن رجل حدثه، عن مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ أنه أصابهم مطر، فنادي منادي النبي - صلى الله عليه وسلم - أن:"صلوا في الرحال" [عند أبي القاسم البغوي (١٦١٨)، وبنحوه عند أحمد (٤/ ١٦٧ و ٣٤٦) و (٥/ ٣٧٠)، وغيرهما].
وشعبة كان يتحرى السماع، ويعتني بالأسانيد، وزيادته هنا مقبولة، حيث زاد في الإسناد رجلًا، وهو أمير المؤمنين في الحديث.
وقد تبين بروايته أن شيخ عمرو بن أوس ليس هو صحابي الحديث، وإنما هو تابعي مبهم، وقد سمعه من مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وعليه؛ فإن إسناده ضعيف؛ لأجل إبهام التابعي، والله أعلم.
٢ - عن سمرة بن جندب:
رواه قتادة، عن الحسن، عن سمرة، قال: أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - مناديًا فنادى في يومٍ مطيرٍ:"الصلاة في الرحال".
تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٠٥٧)، وهو حديث صحيح.
٣ - عن نعيم بن النحَّام:
وله أسانيد، منها:
أ - ما رواه معمر بن راشد، عن عبيد الله بن عمر، عن شيخ قد سماه، عن نعيم بن النحَّام، قال: سمعت مؤذن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة باردة، وأنا في لحافي، فتمنيت أن يقول: