للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فهذا الحديث إنما يرويه أصحاب منصور عنه عن إبراهيم عن علقمة، لا عن أبى وائل، ومن مناكيره في المتن: "فصلى ما بقي من صلاته"، ورواة هذا الحديث عن منصور، وكذلك كل من رواه عن إبراهيم بن يزيد النخعي: لم يذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام فأتم الصلاة، وإنما قال فيه أصحاب منصور الثقات: "فثنى رجله، فاستقبل القبلة، فسجد سجدتي السهو"، وكذلك قوله: "فليتوخَّ الصواب من ذلك"، فلم يذكر أحد من أصحاب منصور لفظ التوخي؛ إلا في رواية شاذة عن الثوري، وإنما اجتمعوا على ذكره بلفظ التحري، ومن مناكيره أيضًا تقديم جملة النسيان على سجود السهو، وقد اجتمع أصحاب منصور على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يزد على قوله قبل السجود: "وما ذاك؟ "؛ إلا في رواية شاذة عن وهيب بن خالد، ومن مناكيره أيضًا قوله: "ثم ليسجد سجدتين وهو جالس"، والمحفوظ من حديث منصور: تقديم السلام على السجود، فقالوا: "ثم ليسلم، وليسجد سجدتين"، والله أعلم.

وذكر إسناده الدارقطني في العلل (٥/ ١٢٠/ ٧٦٤)، لكن سقط منه ذكر أيوب، وقال: "ووهم فيه"؛ يعني: الحارث بن عمير، قلت: هو بريء عندي من عهدته؛ إنما الوهم فيه من المتفرد به: أحمد بن أبى شعيب الحراني.

قال ابن رجب في الفتح (٦/ ٤٤٧): "وقد اتفقت الروايات عن إبراهيم في هذا الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما ذُكِّر بسهوه لم يزد على أن سجد سجدتين".

وانظر بقية كلام ابن رجب بتمامه في آخر الكلام عن حديث الأعمش الآتي برقم ١٠٢١).

• وقال ابن رجب أيضًا (٦/ ٤٤٨): "ولكن رواه أبو بكر الحنفي، عن مسعر، عن منصور، وقال في حديثه: "ثم تام النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتم صلاته، وسجد سجدتين بعد ما سلم".

وذكر إتمامه صلاته: زيادة غير محفوظة، لم يقلها غير أبى بكر الحنفي، وهو ثقة يتفرد بغرائب، ولم يتابع على هذه الزيادة".

قلت: قد رواه جماعة من الثقات من أصحاب مسعر بدون هذه الزيادة، وقد سبق يراد لفظ مسعر.

٢ - وما رواه بشر بن الوليد الكندي: حدثنا أبو يوسف القاضي: حدثنا الحسن بن عبيد الله، عن منصور بن المعتمر، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا شك أحدكم فلم يدر كم صلى؛ فليتحرَّ حتى يستيقن، ثم ليتمَّ على ما في نفسه، ثم ليسجد سجدتي السهو".

أخرجه الطبراني في الأوسط (٢/ ١٦٨/ ١٦٠٣)، وفي الصغير (٩٥).

قال الطبراني: "لم يروه عن الحسن بن عبيد الله إلا أبو يوسف".

قلت: وهذا حديث منكر؛ إنما يُعرف من حديث الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود [كما سيأتي برقم (١٠٢٢)]، وأبو يوسف

<<  <  ج: ص:  >  >>