للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

• ولم أقف على رواية حبيب بن الشهيد عن ابن سيرين مسندة، ويكفي في ثبوتها استشهاد أبي داود بها معلقة، وذكرها أيضًا الدارقطني في العلل (٧/ ١٠/ ١٨١٩) في سياق ذكر من روى هذا الحديث عن ابن سيرين.

* وممن رواه أيضًا عن ابن سيرين غير من تقدم ذكرهم:

١ - رواه يزيد بن إبراهيم التستري [ثقة ثبت، من أثبت أصحاب ابن سيرين]، عن محمد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إحدى صلاتي العشي - قال محمد: وأكثر ظني العصر - ركعتين، ثم سلم، ثم قام إلى خشبة في مقدَّم المسجد، فوضع يده عليها، وفيهم أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما -، فهابا أن يكلماه، وخرج سرعان الناس، فقالوا: أقصرت الصلاة؟ ورجل يدعوه النبي - صلى الله عليه وسلم - ذو اليدين، فقال: أنسيت أم قصرت؟ فقال: "لم أنس، ولم تقصر"، قال: بلى؛ قد نسيت، فصلى ركعتين، ثم سلم، ثم كبر، فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه فكبر، ثم وضع رأسه فكبر، فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه وكبر.

أخرجه البخاري (١٢٢٩ و ٦٠٥١)، وأبو عوانة (١/ ٥١٢/ ١٩١٤)، والطحاوي (١/ ٤٤٥)، والبيهقي (٢/ ٣٤٦ و ٣٥٣)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (١/ ٧٧٨/٤٧٠).

أخرجه البخاري في الموضعين بإسناد واحد، قال: حدثنا حفص بن عمر: حدثنا يزيد بن إبراهيم به، وهذا لفظه في الموضع الأول، وهو في الموضع الثاني بتصرف يسير في ألفاظه، لكنه قال: صلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهر ركعتين، فجزم بكونها الظهر بعدما كان أكثر ظنه أنها العصر، وزاد قوله - صلى الله عليه وسلم -: "صدق ذو اليدين؟ "، ولم يأت بها في الموضع الأول؛ فهل هذا التصرف من البخاري نفسه، أم أنه تحمله عن شيخه مرتين، مرة هكذا، ومرة هكذا، أم هذا من رواة الصحيح؟ والأخير مستبعد لكون هذين الموضعين وضع عليهما علامة التصحيح: (صح) [(٢/ ٦٨ - اليونينية ط. المنهاج) و (٨/ ١٦ - اليونينية ط. المنهاج)]، إشارة للوقوف على هذا الاختلاف الواقع في الصحيح، وهو صحيح ثابت من جهة الرواية في صحيح البخاري، فبقي الاحتمالان الأولان، ولم أجد لابن حجر كلامًا على هذا الموضع، والله أعلم.

هكذا وقع الاختلاف في رواية أبي عمر الحوضي حفص بن عمر عند البخاري، ومن طريق حفص بن عمر هذا أخرجه أيضًا أبو عوانة؛ إلا أنه لم يسق متنه، ورواه الطحاوي من طريق الحجاج بن المنهال عن يزيد به، ولم يسق متنه أيضًا، ورواه البيهقي في الموضع الأول من طريق سليمان بن حرب والحجاج مقرونين، قالا: ثنا يزيد بن إبراهيم به، وقال: صلى إحدى صلاتي العشي - الظهر أو العصر، وأكبر ظني أنه قال: الظهر -، وزاد أيضًا: "صدق ذو اليدين؟ "، وبمثله رواه أبو نعيم الحداد، ورواه البيهقي بمثل ذلك في الموضع الثاني من طريق سليمان بن حرب وحده.

فلعل الراجح في طريق يزيد بن إبراهيم، أنه قال: وأكبر ظني أنه قال: الظهر، وأيًا

<<  <  ج: ص:  >  >>